لم يأت قطُّ بسورة إلاّ أتى **** في إِثْرِها خبرٌ
عنِ القرآنِ
إذ كان إخبارًا به عنها وفي **** هذا الشِّفاءُ
لطالبِ الإيمانِ
ويدلُّ أنَّ كلامَه هو نفسُها **** لا غيرُها
والحقُّ ذو تِبيانِ
****
هذهِ السُّورِ بهذهِ الحُروفِ هو إظْهارُ إعجازِ
القُرآنِ» أي: أنَّ هذا القُرآنَ مُرَكَّبٌ مِن مِثْلِ هذه الحروفِ الَّتي
تتكلّمون بها، ومع هذا عَجَزْتُم عنِ الإتيانِ بشَيْءٍ من مِثْلِه، ولِذلِكَ يأتي
بعد هذهِ الحُروفِ ذِكْرُ القُرآن ﴿الٓمٓ ١ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ
٢﴾ [البَقَرَة: 1-2]، ﴿الٓرۚ كِتَٰبٌ
أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ
بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ﴾
[إبراهيم: 1]،﴿حمٓ ١وَٱلۡكِتَٰبِ
ٱلۡمُبِينِ ٢﴾ [الزّخرُف: 1-2] دلَّ على
أنَّ السرَّ فيها التَّنبيهُ على إِعْجازِ القُرآنِ وأنَّه مُرَكَّبٌ مِن مِثْلِ
هذه الحُروفِ الَّتي تَنطِقُون بها.
كلُّ الحروفِ المُقطَّعةِ يأتي بعدَها ذِكْرٌ للقُرآنِ
ممَّا يُشيرُ إلى الإعجازِ في القرآنِ وبعضُ العلماءِ يقولُ: هذه الحروفُ
المُقطعةُ اللهُ أعْلَمُ بمُرادِه منْها ويَتَوقَّفون عنْ تَفْسِيرِها.
يدلُّ ذلك على أنَّ كلامَ اللهِ مُرَكَّبٌ مِن مِثْلِ هذه الحروفِ الَّتي يَنطقون بها.