بل أحرفٌ مُترتِّباتٌ مثلَ ما **** قد رُتِّبتْ في
مَسْمَعِ الإنسانِ
وقتانِ في وقتٍ محالٌ هكذا **** حرفانِ أيضًا
يوجدا في آنِ
من واحدٍ متكلِّمٍ بل يوجدا **** بالرسمِ أو
يتكلَّمُ الرجلانِ
هذا هُوَ المعقُولُ أمَّا الاقترا **** نُ فليس معْقولاً
لذِي الأذْهانِ
وكذا كلامٌ مِن سِوى متكلِّمٍ **** أيضًا محالٌ ليس
في إمكانِ
****
فنحْنُ نسمعُها مرتَّبةً، نَسْمعُ الحاءَ قبلَ الميمِ في
«حم» فهي مرتَّبَةٌ في الكلامِ كما هي مُرَتَّبةٌ في الاسْتماعِ.
لا يجتمِعُ وقْتانِ: ماضٍ ومستقبلٌ، وكذلك الكلامُ لا
يوجدُ كَلامانِ في آنٍ واحدٍ، ولا حَرْفانِ في آنٍ واحدٍ، هذا لا يُمْكنُ، وهذا
أيضًا ردٌّ على الاقْترانيَّةِ.
يُوجدُ الحَرفانِ المُقترنانِ في الْكِتابةِ، فأنتَ
تَنظرُ إليهِما مُقْتَرنينِ في الكتابَةِ، ويوجدَانِ أيضًا مُقْترنيْنِ من
شَخْصيْنِ؛ لأنَّهما منْ مُتَكلِّمينِ، أمَّا مِنَ المُتكلِّمِ الواحدِ فلا
يُمكِنُ.
هذا ردٌّ على الجهميَّةِ والأشاعرَةِ، فالجهميَّةُ يقولونَ: إنَّ الكلاَم مَخْلوقٌ لفْظُهُ ومعناهُ خارجَ ذاتِ اللهِ عز وجل، والأشاعرَةُ يقولون: معناهُ غيرُ مخْلوقٍ، وأمَّا حروفُه وألفاظُه فهي مخْلوقَةٌ كما سَبَقَ، فيُقال للفِرْقَتَيْنِ: الكلامُ لا يُسنَدُ إلا إلى المُتكلِّم، وكلامُ غيرِه لا يُسنَدُ إليه،