وكذا قديرٌ ما له من قُدْرةٍ **** قامتْ بهِ منْ أوضَحِ البُطلانِ

واللهُ جلَّ جلالُه متكلِّمٌ **** بالنقْلِ والمعقولِ والبرْهانِ

قد أجمعَتْ رُسُلُ الإلهِ عليهِ لَمْ **** يُنكِرْهُ منْ أتباعِهِمْ رجُلانِ

فكلامُه حقًّا يقومُ به وإلْـ  **** لا لَمْ يكُنْ مُتَكلِّمًا بقُرانِ

****

الصفاتُ لا تقومُ إلا بالموصوفِ، لا تقومُ بغيرِ الموصوفِ، ومنْها الكلامُ لا يقومُ إلا بالمتكلِّم.

دلَّ العقْلُ والنَّقْلُ على أنَّه مُتكلِّمٌ، ودِلالَةُ العقْلِ منْ حيثُ إنَّ الَّذي لا يتكلَّمُ ناقصٌ، والَّذي يتَكَلَّمُ هذا كمَالٌ فيهِ واللهُ مُنزَّهٌ عنِ النَّقْصِ، واللهُ تعالَى عَابَ على اليَهودِ لمَّا عَبَدُوا العِجْلَ لأنَّه لا يَتَكلَّمُ فقال: ﴿أَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّهُۥ لَا يُكَلِّمُهُمۡ وَلَا يَهۡدِيهِمۡ سَبِيلًاۘ﴾  [الأعرَاف: 148] فلو كان اللهُ غيرَ متكلِّمٍ، لقالَ اليَهودُ لمُوسى: ربُّك غيرُ متكلِّمٍ. فاللهُ عابَهم لأنَّهم يَعْبُدون مَنْ لا يُكلِّمُهم ولا يَهْديهِم سَبيلاً، فدَلَّ على أنَّ الرَّبَّ سبحانه وتعالى مُتكلِّمٌ.

أجمعَتْ رُسُلُ الإلهِ على أنَّ اللهَ مُتكلِّمٌ، وأنَّ الَّذي نزَلَ عليهِم هو كلامُ اللهِ عز وجل، وبلَّغوه لأُمَمِهم لمْ يَخْتَلِفْ في هذا واحِدٌ منْهم.

كلامُه يقومُ به خِلاَفًا لمَا يقولُه الجهميَّةُ: إنَّه يقومُ بغيرِه؛ لأنَّ اللهَ خَلَقَ الكلامَ فيهِ.

---

الشرح