×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

ويُراجعُ التكليمَ جلَّ جلالُه **** وقتَ الجدالِ له من الإنسانِ

ويكلِّمُ الكفارَ في العَرَصَاتِ تَوْ **** بيخًا وتقريعًا بلا غُفرانِ

ويكلِّمُ الكفارَ أيضًا في الجحيـ **** ـم أنِ اخسؤوا فيها بكلِّ هوانِ

واللهُ قد نادى الكليمَ وقبلَهُ ****  سَمِعَ الندا في الجنَّةِ الأبوانِ

****

 أي: يكونُ فيه مُحاوَرةٌ ومحاضرةٌ بينَ العبْدِ وربِّه يومَ القيامةِ.

وأمَّا قولُه تَعَالى: ﴿وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ  [البَقَرَة: 174] فمعناه أنَّ اللهَ لا يُكَلِّمُهم كلامَ إكرامٍ.

كما قال تَعَالى: ﴿قَالَ ٱخۡسَ‍ُٔواْ فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ  [المؤمنون: 108].

كلَّمَ اللهُ موسى فقالَ لهُ: ﴿إِنِّيٓ أَنَا۠ رَبُّكَ فَٱخۡلَعۡ نَعۡلَيۡكَ  [طه: 12] فاللهُ تعَالى خَاطَبَ موسى وسمِعَ مُوسى كلامَه بدونِ واسطةٍ، وقال لهُ: ﴿فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ  [طه: 14] إلى آخرِ الآياتِ، ولذا يُسمَّى مُوسى كليمَ اللهِ لِمَا اخْتَصَّهُ اللهُ به منْ هذِه المَيْزَةِ العظيمةِ حيثُ قالَ: ﴿ٱصۡطَفَيۡتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَٰلَٰتِي وَبِكَلَٰمِي  [الأعرَاف: 144] وقالَ تَعالى: ﴿وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا   [النِّسَاء: 164] وقالَ سُبحانه: ﴿وَنَٰدَيۡنَٰهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلۡأَيۡمَنِ وَقَرَّبۡنَٰهُ نَجِيّٗا [مَريَم: 52] نَاداهُ ونَاجاهُ، والمُناداةُ: الصَّوْتُ المُرتفعُ، والمُناجاةُ هي: الصَّوْتُ الخَفِيُّ، فاللهُ جَمَعَ لموسى بين هذا وهذا، المناداة والمناجاة كما كلَّمَ الأبَويْنِ: آدمَ وحواءَ فقالَ لهُما: ﴿أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمَا عَدُوّٞ مُّبِينٞ [الأعرَاف: 22].


الشرح