×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وحقيقةُ الإرْسالِ نفْسُ خِطابِه **** للمُرسلين وأنَّه نوعانِ

نوعٌ بغيرِ وَسَاطَةٍ كَكَلامِه **** موسى وجبريلَ القريبَ الداني

****

اللهُ جل وعلا يتكلَّمُ بالكلامِ الَّذي يَسْمَعُه مَن يُرسِلُه به، إمَّا مِن وراءِ حجابٍ بدونِ واسطةٍ، كما حصَلَ لمُوسى ويَحْصُلُ لجبريلَ ولنَبيِّنَا محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ليلةَ المِعراجِ، كلُّهم كلَّمَهُم منْ غيرِ واسطةٍ وهو من وراءِ حجابٍ، أو يُكلِّمُهم بواسطةِ الرَّسولِ المَلَكِيِّ إلى الرَّسولِ البَشريِّ، فاللهُ تَعَالى يُكلِّمُ الرَّسولَ البَشريَّ بواسطةِ الرَّسولِ الملكيِّ بكلامِه سبحانه وتعالى بأنَّهُ يُنزِلُ به جِبريلَ على محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ﴿وَإِنَّهُۥ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٩٢نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ ١٩٣عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ١٩٤بِلِسَانٍ عَرَبِيّٖ مُّبِينٖ ١٩٥ [الشعراء: 192- 195] وقد يكونُ كلامُ اللهِ وحْيًا بدونِ واسطةٍ وهو ما يُسمَّى بالإلْقاءِ في الرَّوْعِ، أي: في رَوْعِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بدونِ واسطةٍ جبريلَ عليه السلام، ويجْمَعُ هذه المعانيَ قولُه تَعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَآيِٕ حِجَابٍ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولٗا فَيُوحِيَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ عَلِيٌّ حَكِيمٞ [الشورى: 51] فهذه ثلاثةُ أنْواعٍ.

النَّوعُ الأوَّلُ: الوحْيُ: وهو الإلْهامُ والإلْقاءُ في الرَّوْعِ بدونِ واسطةٍ، أو الكلامُ بدونِ واسطةٍ.

النَّوعُ الثَّاني: الكلامُ مباشرةً منْ وَراءِ حجابٍ.

النَّوعُ الثَّالث: الكلامُ بواسطةٍ بينَ الرَّبِّ وبينَ المُرسَلِ إليْهِ.

وكلُّ الأنْواعِ الثَّلاثةِ فيها كلامُ اللهِ سبحانه وتعالى.


الشرح