ويُطلَقُ
على ما يُحفَظُ في الصُّدورِ، والمخلوقُ منها هو المحفوظُ في الصُّدورِ، والمكتوبُ
في المصاحفِ والمتلوُّ بالألسنةِ، كلُّ هذه مخلوقةٌ.
والمعنى الرابع: وهو المعنى القائمُ بالنَّفْسِ الإلهيَّةِ، الَّذي قالت به الأشاعرةُ والكُلاّبيَّةُ، المعنى القائمُ بنفْسِ الرَّبِّ سبحانه وتعالى، يقول: هذا غيرُ مخْلوقٍ، وهذا كلامٌ باطلٌ؛ لأنَّ كلَّ هذهِ الأشياءِ التي ذكَرها كلَّها غيرُ مخلوقةٍ، لا القُرآنُ المكتوبُ في المصاحفِ، ولا القرآنُ المتلوُّ بالألسُنِ، ولا القرآنُ المحفوظُ في الصُّدورِ، كلُّ هذه غيرُ مخلوقةٍ، كيْفَما عُبِّرَ عنها تُسمَّى كلامَ اللهِ سبحانه وتعالى، فكلامُ اللهِ مكتوبٌ في المصاحفِ، وكلامُ اللهِ محفوظٌ في الصُّدورِ، وكلامُ اللهِ متلوٌّ بالألسنةِ، فهو غيرُ مخْلوقٍ بأيِّ اعتبارٍ، إنَّما المخلوقُ أدواتُ الخَلْقِ، كأصواتِهم في التِّلاوَةِ، فالأصواتُ مخْلوقةٌ لكنَّ المتْلُوَّ غيرُ مخلوقٍ، والكتابةُ الَّتي هي عبارةٌ عن رسْمِ الحروفِ هي عَمَلُ البَشرِ، فالبَشَرُ هو الذي يَخُطُّ ويَكتبُ ولكنَّ المَخطوطَ والمَكتوبَ غيرُ مخلوقٍ؛ لأنَّه كلامُ اللهِ سبحانه وتعالى.