×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وكذاكَ أخبَرَ أنَّه المكتوبُ في **** صُحُفٍ مُطَهَّرةٍ منَ الرَّحمنِ

وكذلكَ أخبَرَ أنَّه المَتْلُوُّ والـ **** ـمقروءُ عندَ تلاوةِ الإنسانِ

والكلُّ شيءٌ واحدٌ لا أنَّه **** هو أربعٌ وثلاثةٌ واثنانِ

وتلاوةُ القرآنِ أفعالٌ لنا **** وكذا الكتابةُ فهي خطُّ بنانِ

****

وكذلك أخبَرَ الرَّبُّ أنَّ كلامَه هو المكتوبُ في المصاحفِ، قال تَعالى: ﴿كَلَّآ إِنَّهَا تَذۡكِرَةٞ ١١فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ ١٢فِي صُحُفٖ مُّكَرَّمَةٖ ١٣مَّرۡفُوعَةٖ مُّطَهَّرَةِۢ ١٤بِأَيۡدِي سَفَرَةٖ ١٥كِرَامِۢ بَرَرَةٖ ١٦ [عبس: 11- 16] فأخبَرَ أنَّ كلامَه مكتوبٌ في هذه الصُّحُفِ التي مع الكرامِ البَررَةِ من خلْقِه، وأنَّ هذا الكلامَ هو كلامُه.

قال تعالى: ﴿رَسُولٞ مِّنَ ٱللَّهِ يَتۡلُواْ صُحُفٗا مُّطَهَّرَةٗ ٢فِيهَا كُتُبٞ قَيِّمَةٞ ٣ [البينة: 2- 3] يتلو ما في هذه الصُّحُفِ، فدلَّ على أنَّ المكتوبَ في هذه الصُّحفِ الذي يتْلوهُ الرَّسولُ هو كلامُ اللهِ سبحانه وتعالى.

الكلُّ شيءٌ واحدٌ هو القرآنُ سواءٌ كُتِب أو حُفِظَ أو قُرِئَ هو كلامُ اللهِ جل وعلا.

انتَهى منَ الرَّدِّ على ابْنِ حزْمٍ وانتَقَلَ إلى مسألةٍ ثانيةٍ جَرَى فيها النِّزاعُ بينَ أهْلِ السُّنَّةِ، كالإمامِ البُخاريِّ ومحمَّدِ بنِ يحيى الذُّهليِّ والإمامِ أحمدَ وغيرِهم، وهي هل يجوز أن يُقالَ: لفظي بالقرآنِ مخْلوقٌ أو لا يجوزُ؟ هذه مسألةٌ حصَلَ فيها نِزاعٌ، وحَصَلَ بسبَبِها هَجْرٌ بينَ الإمامِ البُخاريِّ وشيخِه محمَّدِ بنِ يحيى الذُّهليّ رحمهما الله،


الشرح