لكنَّما المتْلُوُّ والمكتوبُ والـ **** ـمحفوظُ قوْلُ
الواحدِ الرَّحمنِ
والعبْدُ يقرؤُهُ بصَوْتٍ طيِّبٍ **** وبضِدِّه فهما له
صَوْتانِ
وكذاكَ يكتُبُه بخطٍّ جيِّدٍ **** وبضدِّه فهما له
خطَّانِ
أصواتُنا ومِدادُنا وأداؤُنا **** والرَّقُّ ثمَّ
كتابةُ القرآنِ
ولقدْ أتَى في نظْمِه مَن قالَ قوْ **** لَ الحقِّ
والإنصافِ غيرُ جبانِ
إنَّ الذي هو في المصاحفِ مُثْبَتٌ **** بأنامِلِ
الأشْياخِ والشُّبّانِ
هو قَوْلُ ربِّي آيُه وحروفُه **** ومِدادُنا
والرَّقُّ مخْلوقانِ
****
هذه كلُّها مخلوقَةٌ، الصَّوْتُ مخلُوقٌ، ووَرَقُ
المُصحفِ مخلوقٌ، والمِدادُ الَّذي يُكتَبُ به القُرآنُ مخْلوقٌ، وعمَلُ الإنسانِ
وهو الرَّسْمُ مخْلُوقٌ، لكنَّ المكتوبَ كلامُ الرَّبِّ سبحانه وتعالى.
يعني الإمامَ القحْطانيَّ، وله قصيدةٌ نونيَّةٌ مشهورَةٌ، وذَكَر منها ابنُ القَيِّمِ رحمه الله هذيْنِ البيتَيْنِ، وأثْنَى على القحطانيِّ لأنَّه أتَى بالتَّفصيلِ الَّذي هو مَذْهَبُ الإمامِ أحمدَ والبُخاريِّ وأئمَّةِ الحديثِ، ففصَّلَ بينَ الوَرَقِ وبينَ المكتوبِ في الورقِ، فالمكتوبُ في الوَرَقِ هو كلامُ الرَّحمنِ، والكتابَةُ والورَقُ مخلوقانِ.