×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

فَشَفَى وفَرَّقَ بينَ مَتْلُوٍّ ومَصـ **** ـنـوعٍ وذاكَ حقيقةُ العِرفانِ

الكلُّ مخلُوقٌ وليسَ كلامُه الـ **** ـمَتلُوُّ مخلوقًا هنا شَيئانِ

فعليكَ بالتَّفصيلِ والتَّمييزِ فالـ  **** إطْلاقُ والإجْمالُ دونَ بيانِ

قد أفْسَدا هذا الوُجودَ وخبَّطا الـ **** أَذْهانَ والآراءَ كلَّ زمانِ

****

أي: يَشْفِى الصُّدورَ بهذا التَّفصيلِ، وهذا دَليلٌ على مَعْرفتِه؛ لأنَّ التَّفصيلَ لا بدَّ منْه، أمَّا الإجْمالُ فلا يَحْصُلُ به المقصودُ ولا يَتبيَّنُ بهِ الحقُّ.

هناك فَرْقٌ بينَ المَتلُوِّ والتِّلاوةِ والمَكتوبِ والكتابةِ كما سَبَقَ بيانُه.

هذا ردٌّ على الذين أَجْمَلوا في اللفْظِ بالقرآنِ وقالوا: لا نقولُ: مخلوقٌ، ولا غيرُ مخلوقٍ، فالإجمالُ لا يحْصُلُ به المقصودُ ولا يَتبيَّنُ به الحقُّ، وهذا البيْتُ قاعدَةٌ ينبَغِي أن يتَّخِذها طالبُ العِلْمِ في بَحْثِه.

فلا بدَّ منَ التَّفصيلِ، فالَّذي لا يُحْسِنُ أن يُفَصِّلَ فإنَّه يَسْكُتُ لأنَّه لا يحصُلُ بكلامِه فائدَةٌ، فكلُّ ما يحصُلُ من الأخْطاءِ سببُهُ عدمُ التَّفصيلِ بينَ الحقِّ والباطلِ، فلا بدَّ منَ التَّفصيلِ والتَّمييزِ وعدمِ الخَلْطِ، فقدْ يكونُ في كلامِ الخَصْمِ شيءٌ منَ الحقِّ وفيه شيءُ باطلٍ،


الشرح