×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

ولذاك يحرُمُ عندَهم تأويلُه **** لكنّه حلٌّ لذي العِرفَانِ

فإذا تأوّلناهُ كان جنايةً **** منَّا وخَرْقَ سياجِ ذا البُستانِ

لكنْ حقيقةُ قولِهم أنْ قد أَتَوْا **** بالكَذِبِ عندَ مَصالِحِ الإنسانِ

والفيْلَسوفُ وذا الرَّسولُ لديْهمُ **** مُتفاوتانِ وما هما عِدْلانِ

أمّا الرَّسولُ ففيلسوفُ عوامِّهم **** والفيلسوفُ نبيُّ ذي البُرهانِ

****

يقولونَ: العَوامُّ لا يَصلُحُ أنْ يُفَسَّرَ لهم القرآنُ على حقيقتِه بل يُفَسَّرُ لهم على ظاهِرِه، أمْرٌ ونهْيٌ ووعْدٌ ووعيدٌ وأخبارٌ، لكنْ لو فُسِّرَ القرآنُ التفسيرَ الصحيحَ على منهجِ الفلاسفةِ ما قَبِلُوه؛ لأنَّه لا تَتَحمَّلُه أذهانُهم.

حقيقةُ قوْلِ ابنِ سِينا وأمثالِه أنَّ الرُّسُلَ جاؤوا بالكَذِبِ منْ أجْلِ مَصْلحةِ النَّاسِ.

الفيلسوفُ عندَهم أفْضَلُ منَ الرَّسولِ؛ لأنَّه لا يتكلَّمُ إلا عن بُرهانٍ وعن حقيقةٍ، أمَّا الرَّسولُ فإنَّه يُخيِّلُ ويكْذِبُ منْ أجْلِ المصْلحَةِ.

يقولون: الفيلسوفُ نبيُّ العُقلاءِ، وأمَّا الرَّسولُ فهو نَبيُّ العَوامِّ.


الشرح