×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

أمَّا الذي قد قالَ إنَّ كلامَه **** ذو أحرُفٍ قد رُتِّبَتْ بِبَيانِ

وكلامُه بمشيئَةٍ وإرادَةٍ ****كالفِعْلِ منْه كلاهُمَا سِيَّانِ

فهو الَّذي قد قالَ قوْلاً يعْلَمُ الـ **** ـعُقلاءُ صحَّتَهُ بلا نُكْرَانِ

فلأيِّ شيءٍ كانَ ما قد قُلْتُمُ **** أوْلَى وأقْرَبُ منْه للبُرْهانِ

ولأيِّ شيء دائمًا كفَّرتُمُ **** أصحابَ هذا القَوْلِ بالعُدوانِ

****

 يقولُ الجهميَّةُ: نحْنُ أحْسَنُ مِن هؤلاءِ لأنَّنا نَرَى أنَّ كلامَ اللهِ بحُرُوفٍ مُرَتَّبَةٍ بخلافِ من قالَ: إنَّه بِحروفٍ مُقْتَرِنَةٌ، وإنَّه بإرادةٍ منهُ سبحانه وتعالى، وأمَّا الأشاعرةُ ومَنْ ذَهَبَ مَذْهَبَهم فيَرَوْنَ أنَّ كلامَه معنى قائِمٌ بذاتِه لا يَتَعلَّقُ بالإرادةِ والمشيئَةِ، نقولُ لهم: هذا الَّذي ذَكَرْتُم صحيحٌ من ناحِيَةٍ لكنَّه باطلٌ من ناحيةٍ، فقولُكُم: إنَّه بحروفٍ وألفاظٍ وبإرادةٍ هذا صحيحٌ، لكنَّكُم تقولونَ: إنَّه مخلوقٌ وهذا باطلٌ.

يقولُ الجهميَّةُ: فلماذا كفَّرْتُمونا ونحنُ أحسَنُ قوْلاً منْ أولئكَ.


الشرح