×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

فدَعُوا الدَّعاوَى وابحثُوا معنًى بتحـ **** ـقيقٍ وإنْصافِ بلا عُدوانِ

وارْفُوا مَذاهِبَكم وسُدُّوا خَرْقَها **** إنْ كانَ ذاكَ الرَّفوُ في الإمْكانِ

فاحْكُمْ هَداكَ اللهُ بينَهم فقدْ **** أدَلَّوْا إليكَ بحُجَّةٍ وبيانِ

لا تَنصُرَنَّ سِوى الحديثِ وأهلِه **** همُ عسْكَرُ القرآنِ والإيمانِ

****

 يقولُ الجهميةُ لأهْلِ السُّنَّةِ: أصلِحُوا مذاهِبَكم في كلامِ اللهِ إنْ كان يُمكِنُ إصلاحُها، ولا تَعيبُوا علينا مَذْهَبَنا، وهذا غيرُ صحيحٍ لأنَّ ما تَنتَقِدُونه ليسَ مذْهَبَ أهلِ السُّنَّةِ.

يقولُ: إنَّ الجهميَّةَ أدَلَّوْا على أهْلِ السُّنَّةِ بهذهِ الحُججِ، فما هو الجوابُ عنها، هذا ما سيأتي قريبًا.

إذا أردتَّ أن تعرِفَ الصَّحيحَ منْ هذهِ الأقْوالِ وتردَّ الباطلَ فالزَمْ حديثَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم ففيهِ الحقُّ، وفيهِ البيانُ، وفيهِ النُّورُ، فالَّذي يرُدُّ على الطَّوائفِ بغيرِ القرآنِ والسُّنَّة لا يستطيعُ ذلك، وإن كانَ يظنُّ ذلك، فالرَّدُّ إنَّما يكونُ بالكتابِ والسُّنةِ لأن الكتّابَ ﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ [فصلت: 42] وما جاء عنِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم فإنَّه ممَّن ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤ [النجم: 3 - 4] لكنَّ الشأنَ في أنَّك لا بُدَّ أنْ تفْهمَ الكتابَ والسُّنةَ؛ لأنَّه ليسَ كلُّ مَن يَرُدُّ بالكتابِ والسُّنةِ يكونُ قد فهِمَ الكتابَ والسُّنةَ، وأهْلُ السُّنَّةِ «هم عَسْكَرُ القرآنِ والإيمانِ»


الشرح