وتحيَّزَنَّ إليهِم لا غيرِهم **** لتكونَ مَنصُورًا
لدَى الرَّحمنِ
فتقولُ هذا القَدْرَ قد أعْيَا على **** أهْلِ الكلامِ
وقادَه أصْلانِ
إحْداهُما هل فِعْلُه مَفْعُولُه **** أو غيرُه فهُما
لهم قَوْلانِ
****
أي: هم الجَيْشُ
الَّذي لا يُهزَمُ، إذا تسلَّحوا بالقرآنِ والسُّنةِ فلا يُمكِنُ أن يُهزَمُوا
أبدًا، قال تعالى: ﴿وَإِنَّ
جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ﴾
[الصافات: 173] وقال: ﴿إِنَّ
حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾
[المجادلة: 22].
لا ترُدُّ عليهِم بالمَنطِقِ أو بعِلْمِ الكلامِ أو بالفَلْسفةِ؛
لأنَّهم يُتقِنُون هذهِ الأشياءَ أكثَرَ منكَ، ولأنَّها باطِلٌ ليسَ فيها شَيءٌ
منَ الحَقِّ، وإنَّما هي زَبَدٌ، فلا ترُدُّ عليهمْ بغيرِ القُرآنِ والسُّنَّةِ
أبَدًا إلا منْ بابِ الإلْزَامِ لهم.
أي: هناكَ فَرْقٌ بينَ الفِعلِ والمَفعولِ؛ لأنَّ الفِعْلَ معنًى قائِمٌ بالفاعلِ، وأمَّا المفعولُ فهو شَيءٌ خَارِجٌ عنِ الفاعلِ، فإذا قُلتَ: فلانٌ كاتِبٌ، فالكتابةُ وصْفٌ قائمٌ بالكاتِبِ، أمَّا المكتوبُ فهو شَيءٌ خارِجٌ عنِ الكاتبِ.