والقائلونَ بأنَّه هو عيْنُه **** فرُّوا منَ
الأوْصَافِ بالحِدْثانِ
لكنْ حقيقةُ قولِهم وصريحُه **** تَعْطيلُ خالِقِ
هذهِ الأكْوانِ
عن فِعْلِه إذْ فِعْلُه مفعولُه **** لكنَّه ما قامَ
بالرَّحمَنِ
فعَلَى الحَقِيقَةِ ما لهُ فِعْلٌ إذ الـ **** ـمَفعولُ
مُنفصِلٌ عنِ الديَّانِ
****
الَّذين لم يُفَرِّقُوا بينَ الفِعلِ والمفعولِ على ما ذَكَرنا فرُّوا منْ حُلُولِ الحوادِثِ بذَاتِ الرَّبِّ إذْ قالوا: إنَّ الفِعْلَ والمفعولَ شَيءٌ واحِدٌ، وهو خارِجٌ عنه، والحقُّ أنَّ فيهِ فرْقًا بينَ الفعْلِ والمفعولِ، فالفعْلُ معنًى قائمٌ بالفاعلِ، وأمَّا المفعولُ فهو خارجٌ عنه، فلا يُخْلَطُ بينَهما، فيُقالُ: الفعْلُ هو المفعولُ؛ لأنَّ هذا الخَلْطَ هو الذي أوْقَعَ النَّاسَ في الضَّلالِ.