×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

فاعطفْ على الجهميَّةِ المُغْلِ الأُولى **** خَرَقوا سِياجَ العقْلِ والقُرآنِ

شرّدْ بهِمْ مَن خَلْفَهم واكْسِرْهمُ **** بل نادِ في ناديهمُ بأذانِ

****

 لما انتَهَى من هذه المقالاتِ في كلامِ اللهِ، وبيَّنَ الحقَّ والصَّوابَ والباطلَ منها قال: «اعطفْ على الجهميَّة»؛ لأنَّ الجهميَّةَ هم أصْلُ الضَّلالِ، وهذه الفِرَقُ كُلُّها مُتفرِّعةٌ عنها وناشئَةٌ منها، فهم أوَّلُ مَن طَرَقَ بابَ الضَّلالِ - والعياذُ باللهِ - وكما ذَكَرَ العلماءُ: أنَّ أصْلَ مَقالتِهم مَوروثَةٌ أو مَرْويَّةٌ عن اليهودِ، فلذلكَ أعادَ الكلامَ فيهم؛ لأنَّهم همْ أصْلُ البلاءِ، والجهميَّةُ أتْباعُ الجَهْمِ بنِ صفوانَ رأسِ المذهبِ، والمُغْل: لعلَّه يقْصِدُ بهم المغولَ وهم طائفةٌ منَ البشرِ يُقالُ لهم: التَّتارُ حصَلَ منهم ما حصَلَ على المسلمين في غَزْوِهم لبلادِ المسلمينَ، وتَقْتِيلِهم للمسلمينَ، وإتْلافِهم كتُبَ المسلمينَ. يزْعمُونَ بذلكَ أنَّهم يَقضونَ على الإسْلامِ، ولكنْ والحمدُ للهِ الإسْلامُ محفوظٌ، وما نقصوا الإسلامَ قِيدَ شَعْرةٍ مع ما بذلُوه من الفَتْكِ والقَتْلِ والكَيْدِ، ولكنَّ الإسْلامَ لم يتأثَّرْ بهم - والحمدُ للهِ -. فالنَّاظمُ كأنَّه شَبَّهَ الجهميَّةَ بالمغولِ في كَيْدِهم للإسلامِ.

يعني لا تَتَهاوَنْ معَ الجهميَّةِ أبدًا؛ بل عليكَ أن تُحذِّرَ منهم، وأن تَكْسِرَ حُجَجَهم وأقْوالَهم وتُبَيِّنَ بُطْلانَها، ولا تتهاونْ بشأنِها؛ لأنَّه لا بدَّ من حَرْبِها ومضادَّتِها، ولا يمكنُ هذا إلا بمعرفَةِ هذه المذاهبِ وهذه الأقوالِ الخبيثَةِ؛ لأنَّ الجاهلَ بالشَّيءِ لا يُمكنُ أنْ يُحذِّرَ


الشرح