×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

هذا مُحالٌ في العُقولِ وفي النُّقو **** لِ وفي اللُّغاتِ وغيرِ ذي إمْكانِ

فلئن زعمتم أنّه متكلِّمٌ **** لكنْ بقولٍ قامَ بالإنسانِ

أو غيرِه فيقالُ هذا باطِلٌ **** وعليكمُ في ذاكَ مَحْذورانِ

نفيُ اشتقاقِ اللفْظِ للموجودِ معـ **** ـناهُ به وثبوتُه للثَّاني

أعني الذي ما قامَ معناهُ به **** قَلْبُ الحقائقِ أقْبَحُ البُهتانِ

****

 مُحالٌ أنْ يُوصَفَ الشَّيءُ بما هو قائِمٌ في غَيرِه، هذا مُحالٌ في العُقولِ وفي النُّقولِ وفي اللُّغاتِ، عندَ جميعِ العالَمِ إلا عندَ الجهميَّةِ.

فلئنْ زعَمْتُم أيُّها الجهميَّةُ أنَّ اللهَ يُوصَفُ بالكلامِ؛ لأنَّه خلَقَ الكلامَ في غيرِه، ويُقالُ: مُتكلِّمٌ منْ بابِ المَجازِ؛ لأنَّهُ خَلَقَ الكلامَ فهذا باطِلٌ؛ لأنَّه لا يُوصَفُ بالكلامِ إلاّ مَن هو متكلِّمٌ به.

ويلزمُكُم فيما قُلْتُم مَحْذورانِ:

المحذورُ الأوَّلُ: أنْ تُنسَبَ الصِّفةُ إلى غيرِ مَن هو مُتَّصِفٌ بها مع أنَّها لا تُشْتَقُّ من صِفَةٍ قائمةٍ بغيرِه فهذا مُحالٌ.

والمحذورُ الثَّاني: أنَّكُم سَلَبْتُم الصِّفَةَ ممَّن هو مُتَّصِفٌ بها وأثْبَتُّموها لغيرِه ممَّن هو ليس مُتَّصِفًا بها، وهذا كَذِبٌ قَبيحٌ.


الشرح