ويصِحُّ أن يُشْتَقَّ منه خالِقٌ **** فكذلك المتكلِّمُ
الوَحْداني
هو فاعِلٌ لكلامِه وكتابِه **** ليسَ الكلامُ له
بِوَصْفِ معاني
ومُخالِفُ المعقولِ والمَنقولِ والـ **** ـفِطراتِ
والمَسموعِ للإنسانِ
مَن قالَ إنَّ كلامَه سُبحانَه **** وَصْفٌ قديمٌ
أحرُفٌ ومعانِي
والسينُ عندَ الباءِ ليسَتْ بعدَها **** لكنْ هما حرْفانِ
مُقترنانِ
****
يقولونَ: إذا
كانَ اللهُ يُقالُ له: خالقٌ وليسَ في ذاتِه شَيءٌ منَ الخلْقِ، فكذلك يُقال:
اللهُ مُتكلِّمٌ وليسَ في ذاتِه شَيءٌ منَ الكلامِ فنقولُ: فرْقٌ بينَ المعاني
والأعْيانِ، المعاني يَتَّصِفُ الرَّبُّ سبحانه وتعالى بها، فيتَّصِفُ بالكلامِ
والسَّمْعِ والبصرِ والإرادةِ والخلْقِ، وأمَّا الأعْيانُ المخلوقَةُ فهي خارجَةٌ
عنْ ذاتِ الرَّبِّ سبحانه وتَعَالى.
هذا قوْلُ الاقتِرَانيَّةِ الَّذين سبَقَ ذِكْرُهم، وهم يَرَوْن أَنَّ كلامَ اللهِ قديمٌ، لا يَتَجدَّدُ، وأنَّ حروفَه مُقترنَةٌ لا يَسْبِقُ بعضُها بعضًا، وهذا كلامٌ باطِلٌ، لم يَقُلْهُ أهلُ السُّنَّةِ وإنَّما قالَه طائفةٌ تُنسَبُ إلى السُّنَّةِ ولكنَّها أخطَأَتْ في هذا؛ لأنَّ هذا غيرُ معقولٍ فلا يَحْتَجُّ به الجهميَّةُ على أهْلِ السُّنَّةِ؛ لأنَّ أهْلَ السُّنةِ يُنكِرونَ هذا القَوْلَ.