النَّوعُ والآحادُ مَسبُوقٌ ومَلْـ **** ـحُوقٌ وَكُلٌّ
فَهو مِنْهَا فَانِ
والنّوعُ لا يَفْنَى أخِيرًا فَهوَ لاَ **** يَفْنَى كذلِكَ
أوّلاً بِبَيَانِ
وَتَعاقُبُ الآناتِ أمْرٌ ثابِتٌ **** فِي الذِّهْنِ
وَهْوَ كذاكَ في الأعْيَانِ
فإذا أبيتُمْ ذا وَقُلْتُمْ أَوّلُ الْـ **** آناتِ مُفْتَتَحٌ
بِلا نُكْرَانِ
مَا كَانَ ذَاكَ الآنَ مَسْبُوقًا يُرَى **** إلَّا بِسَلْبِ
وُجُودِهِ الحَقَّانِي
****
أما النوعُ والجنسُ من أفعالِ الله فإنه قديمٌ وأزليٌّ
بقِدَمِ الرَّبِّ سبحانه، أمَّا الأفراد فإنها مُتجدِّدَةٌ وحادِثَةٌ ومسبوقةٌ
بعدم، وتصيرُ إلى فناءٍ كالأزمانِ.
الآنات: هي الأزمان، فأفراد
المخلوقاتِ مُتعاقبة، كذلك أفراد الزّمان، من السنين والشهور والأيام والساعات
كُلُّها متعاقبة هذا بعد هذا، أما جِنس الزمان فهو قديمٌ، أمَّا أفراده، وهي
السنين والشهور والأسابيع والساعات والثواني فهي أفراد توجد ثمَّ تُعدم، ويأتي
بعدها خَلَفٌ لها.
إذا قالوا: إن هذا الزمان حادثٌ: جنسه وأفراده بعد أنْ لم يكن، ما كان في الأول زمان، وإنَّما وُجِد الزمان بعد أن لم يكن، قلنا: هذا باطل.