فَيُقالُ: مَا تَعْنُونَ بِالآناتِ هَلْ **** تَعْنُونَ
مُدَّةَ هذِه الأزْمانِ
مِنْ حِينِ إِحْداثِ السَّماواتِ العُلَى **** وَالأرْضِ
وَالأفْلاكِ وَالقَمَرَانِ
ونظنُّكُمْ تَعْنُونَ ذَاكَ وَلَمْ يَكُنْ **** مِنْ قَبْلِهَا
شَيْءٌ مِنَ الأكْوَانِ
هَلْ جَاءَكُمْ فِي ذَاكَ مِنْ أَثَرٍ وَمِنْ**** نَصٍّ ومِنْ
نَظَرٍ وَمِنْ بُرْهانِ؟
****
الله خلق السماوات والأرض في سِتَّة أيام، فدلَّ على
وجود الزمان في الأزل، وإذا كان الزمان كذلك قديم النوع حادث الآحاد، فكذلك سائر
المخلوقات، قديمة النوع لكنها حادثة الأفراد والآحاد مثل الأزمان، فإذا كابروا،
وأنكروا، وقالوا: الزمان مسبوق بعدم؛ فهذا قولٌ باطل، يردُّه القرآن حيث جاء فيه ﴿إِنَّ
رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ﴾ [الأعراف: 54] فدلَّ على وجود الزمان قبل خلق السماوات
والأرض.
ويقال لهم أيضًا: ما تَعنون بالزمان؟ هل تَعنون الجنس،
أو تعنون الأفراد؟ إنْ عنيتم الجنس فهذا باطل، وإن عنيتم الأفراد فهذا صحيح، ولكن
ليس هذا هو المقصود.
هل عندكم دليل على: أنّ الزمان كان غير موجود في الأزل فوجد؟