هَذا الكِتَابُ وَهَذِهِ الآثارُ وَالـ **** ـمَعْـقُولُ فِي
الفِطْراتِ وَالأذْهَانِ
إنّا نُحاكِمُكُمْ إِلَى مَا شِئْتُمُو **** مِنْهَا فَكُلُّ
الحَقِّ فِي تِبْيَانِ
أَوَ لَيْسَ خَلْقُ الكَوْنِ فِي الأيَّامِ كَا **** نَ وَذاكَ
مَأخُوذٌ مِنَ القُرْآنِ
أَوَ لَيْسَ ذَلِكُمُ الزَّمانُ بِمُدَّةٍ **** لِحُدُوثِ شَيْءٍ
وَهْوَ عَيْنُ زَمانِ
فَحقِيقَةُ الأزمانِ نِسْبَةُ حادِثٍ **** لِسِواهُ تِلْكَ
حَقِيقةُ الأزْمانِ
واذْكُرْ حَدِيثَ السَّبْقِ للتَّقْدِيرِ والتْـ **** تَوْقِيتِ قَبْلَ
جَمِيعِ ذِي الأَعْيَانِ
خَمْسِينَ ألفًا مِن سِنينٍ عدَّها الْـ **** ـمُخْـتارُ سَابِقَةً
لِذِي الأكوانِ
****
فقوله تعالى: ﴿خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ﴾
[الأعراف: 54] دَلَّ على أنّ الزَّمانَ مَوْجُودٌ قبلَ خلق السماوات والأرض،
وبداية هذه الأيام التي خلق الله فيها السماواتُ والأرض يوم الأحد ونهايتها يوم
الجمعة.
يعني حديث عبد الله بن عمر، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الخَلاَئِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وكانَ عرشُهُ عَلَى المَاءِ» ([1])
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2653).