×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وَكِتابَةُ القَلَمِ الشَّرِيفِ تَعَقَّبَتْ  **** إِيجَادَهُ مِنْ غَيْرِ فَصْلِ زَمانِ

لمَّا بَراهُ اللهُ قالَ اكْتُبْ كَذا **** فغَدا بأمْرِ اللهِ ذا جَرَيانِ

فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ أَبَدًا إِلَى**** يَوْمِ المَعَادِ بِقُدْرَةِ الرّحْمَنِ

أَفَكانَ رَبُّ العَرْشِ جلَّ جلالُهُ **** مِنْ قَبْلُ ذا عَجْزِ وَذا نُقْصَانِ

****

والصحيحُ أنَّ العرشَ قبل القلم، وأمّا الأوليَّة للقلم فهي بالنسبة للكتابة، أي: أنَّه من حين خلقه الله قال له: اكتب، فالكتابة مقارنة لخلق القلم، هذا معنى الحديث، وليس معناهُ: أنّه قبل العرش.

فقوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ القَلَمُ، قَالَ لَهُ: اكْتُبْ» المراد بالحديث: أن الكتابة مقارنة لوجود القلم، وليس معناه: أنّ القلم قبل العرش، بل العرش قبله لقوله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث - حديث عبد الله بن عمرو الَّذي تقدَّمَ -: «وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ» ([1]) فهو مطابق للآية الكريمة.

هذا رَدٌّ على الجهميَّةِ والأشاعرة الَّذين يقولون: إنّ أفعالَ اللهِ لها بدايةٌ؛ إذ معناه: أنّه قبل هذه البدايةِ عاجزٌ؛ لأنَّ الَّذي لا يفعلُ عاجزٌ، فهذا وصفٌ لله بالنقصِ، تعالى الله عن ذلك.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2653).