يوم
أن كانوا متمسكين بالكتابِ والسُّنَّةِ، ولم يدخل عليهم هذا العلم الباطل علم
الجدل.
وإنَّما حصل الخَلَلُ، لمّا جُلِب هذا العلم الباطل وهذا
الجدل العقيم، وبُنِيَت عليه العقائد عند كثير من المُنتسبين للإسلام، وذلك في وقت
المأمون العَبَّاسي، حينما تُرجمت كتبُ الرُّوم واليونان ونُشرت في الأوراق،
وقُرِّرت، في الدروس والمجالس، واشتغل الناس بها، حصل على الإسلام والمسلمين من
أعدائهم ما حصل من الهزيمة والنكبة، ولا نجاة لهم من ذلك إلا بالرجوع إلى الكتاب
والسنة، لأنّ الله جل وعلا يقول: ﴿قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ
وَلَا يَشۡقَىٰ ١٢٣وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ
يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤﴾
[طه: 123- 124] فبيَّن الله تعالى أنّ مَن أعرض عن الكتاب والسُّنَّة فإنّه
يَهْلِك في الدنيا والآخرة: في الدنيا يكون على ضلال، وفي الآخرة يكون مصيره إلى
النار.
هذا جزاء مَن أعرض عن الكتاب والسُّنة، فالواجب على المسلمين عمومًا أن يعتنوا بدراسة الكتاب والسُّنة، وألا يلتفتوا إلى هذه المناهج الباطلة، فإنها لا تُروي غليلاً ولا تشفي عليلاً، بل إنها تَشْغَلُهُمْ عن الحقِّ، فإذا تسلَّحوا بالكتاب والسُّنة فلا مانع من أن يطَّلعوا على هذه الأمور للردِّ عليها، والتحذير منها، والوقوف في وجوه من يُروِّجونها.