وأتى العدُوُّ إِلَى سلاحِهِمُ فَقا **** تَلَهُمْ بِه فِي
غَيْبَةِ الفُرْسانِ
يا مِحْنَةَ الإِسْلاَمِ وَالقُرْآنِ مِنْ **** جَهْلِ
الصَّدِيقِ وبَغْيِ ذِي طُغْيَانِ
وَاللهِ لَوْلاَ اللهُ نَاصِرُ دِينِهِ **** وَكِتابِهِ
بالحَقِّ والبُرْهانِ
لتَخَطَّفَتْ أعداؤُنا أرْوَاحَنا **** وَلَقُطِّعَتْ مِنَّا
عُرَى الإِيمَانِ
****
يُصاب
الإسلامُ بأمرين: جهلِ أهله واعتداءِ أعدائِه عليه، إذا اجتمع الأمران: صديقٌ
جاهل، وعدوٌّ حاقد، حصلت النَّكبةُ والمصيبةُ، فإذا كان المسلمون على جهلٍ بأمور
دينِهم، وعدوُّهم يتربَّص بهم الدوائر، فإنه لا يبقى أمامَه مُدافِع، إذا غاب
العلماء وانقرضوا، واشتغل مَن بعدَهم بهذه العلوم الفاسدة، وهذه العلوم الباطلة،
فإنّ العدوَّ لا يبقى أمامَه مدافعٌ عن الإسلام، فلا نجاةَ ولا قُوَّة للمسلمين،
إلا بما أنزل الله عليهم من الكتاب والسُّنة، ومهما ابتغوا الهُدَى من غيرهما فإنّ
الله سبحانه وتعالى يوقعهم في الضلال؛ لأنهم تركوا السبب الَّذي به نجاتهم من
الضلال.
يقول رحمه الله لأهل الحقّ: لا تيأسوا، فإنَّ الله يقيِّضُ للإسلام مَن يقوم به؛ لأنّ الإسلام لا يَعْدِمُ مَن يقومُ به، ويُدافِعُ عنه، فاللهُ جل وعلا يُقيِّضُ له مَن ينصرُه، لكن نخشى أن يرحل من عندِنا، ويعطى لغيرنا كما قال تعالى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم﴾ [محمد: 38] فإنّ اللهَ متكفِّل بحِفظ هذا الإسلام وهذا القرآن إلى أن يأتيَ أمرُ الله سبحانه وتعالى،