×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

أَيَكُونُ حَقًّا ذَا الدَّلِيلُ وَمَا اهْتَدَى ****خَيْرُ القُرُونِ لَهُ مُحالٌ ذَانِ

وُفِّقْتُمُ لِلْحَقِّ مِنْ بَابٍ وَمَا **** أصْلُ اليَقِينِ وَمَقْعَدِ العِرْفَانِ

وَهَدَيْتُمُونَا لِلَّذِي لَمْ يَهْتَدُوا **** أَبَدًا بِهِ وَاشِدَّةَ الحِرْمانِ

****

يقول للجهميَّة: دليلُكم هذا الَّذي بنَيْتُم عليه عقيدتَكم، هل يكون حقًّا وقد غفلَ عنه السَّلفُ الصَّالح، هذا مُحال لا يمكن أن يكون حقًّا، ولا يعرفه الصحابةُ والتابعون والقرون المُفضَّلة، هذا محال أن يكون به حقٌّ ثم يجهله هؤلاء، فلما لم يعلمْهُ سلفُ هذه الأمة، والقرون المُفضَّلة، دلَّ على أنه باطل وحادِث، ولا خيرَ فيه؛ إذ لو كان خيرًا لسبقونا إليه.

هل يُحرَم صحابة الرسول وأتباعهم، من هذا الحقِّ الَّذي تزعمونه، وتختصُّونَ به أنتم، هذا مُحالٌ؛ فإنّ القرونَ المُفضَّلة هم أفضلُ هذه الأمة عِلمًا وعملاً من المتأخِّرين، وهذا عكس ما يقوله الضُلاّل مِن أنّ طريقةَ السَّلَف أسلمُ وطريقة الخلفِ أعْلمُ وأحْكم، هذا باطل، بل طريقة السلف هي الأعلمُ والأحكمُ والأسلمُ؛ إذْ لا تكون السلامةُ إلاَّ مع العِلم فهم الأعلمُ، وهم الأسلمُ، وهمُ الأحكمُ، وأما الخَلَفُ فمن اقتدى منهم بالسلف فهو على منهجِهم، وحكمُه حكمُهم، ومَن خالفهم فإنه يكون بمَعزلٍ عن الحقِّ والهُدى، شاء أم أبى.


الشرح