×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وَدَخَلْتُمُ لِلْحَقِّ مِنْ بَابٍ وَمَا **** دَخَلُوهُ وَاعَجَبًا لِذَا الخِذْلاَنِ

وَسَلَكْتُمُ طُرُقَ الهُدَى وَالعِلمِ دُو **** نَ القَوْمِ وَاعَجَبًا لِذَا البُهْتَانِ

وَعَرَفْتُمُ الرَّحْمَنَ بِالأجْسَامِ والْـ **** أعْراضِ والحرَكاتِ والألْوَانِ

****

لو كان الأمر كذلك لكان السلفُ مخذولين؛ حيث إنكم وُفِّقْتُم للحقِّ وهم قد حُرموا منه، هذا هو الخِذلان؛ لأنَّ مَن حُرم العلم الصحيح فهو مخذول.

وإذا رجعتَ إلى كلامِ السَّلفِ وجدتهم يقولون: قال اللهُ، وقال رسولهُ، ولا يقولون بعِلم الكلام ولا بالقواعد المنطقية والجسم والعرَض والجوهر، التي هي مباني علم الكلام، ليس في كلام السلف حرفٌ واحد من هذا، فدلَّ على أنّه حادث، وكل حادثٍ لا يوافق الكتاب والسنة فإنّه باطل؛ ولهذا يقول الإمام الشافعي رحمه الله في هؤلاء:

حُكْمي في أهل الكلام أن يُطاف بهم في الأسواق، ويُضربوا بالجريد والنِّعال، ويقال: هذا جزاءُ مَن أعرض عن الكتابِ والسُّنَّة. هذا حُكم الإمام الشافعي في هؤلاء، أنهم يُقادون بحبال، تُجعَل في رقابهم كالبهائم، ويُطافُ بهم في الأسواق، ويُضرَبون بالجريد والنعال، نكالاً لهم، ويُقال: هذا جزاء من أعرض عن الكتاب والسُّنَّة، وأقبلَ على عِلم الكلام.

هذه مباني أدِلَّتِهم: الجسم والعَرَض والجوهر، وما أشبه ذلك من مُصطلحاتهم، وهذه ما عرفها الإسلام، ولا نزلَ بها الوحيُ، ولا تعلَّمها الصحابةُ ومَن جاء بعدهم، وإنما كانوا مُقبِلين على الكتاب والسُّنَّة.


الشرح