وَهُمُ فَمَا عَرَفُوهُ مِنْها بَلْ مِن الْـ**** آياتِ وَهْيَ
فَغَيْرُ ذِي بُرْهانِ
اللهُ أكْبَرُ أَنْتُمُ أَوْ هُمْ عَلَى **** حَقٍّ وَفِي
غَيٍّ وَفِي خُسْرَانِ
دَعْ ذَا أليْسَ اللهُ قَدْ أبْدَى لَنا **** حَقَّ الأدِلَّةِ
وَهْيَ فِي القُرْآنِ
****
السَّلَف ما عَرَفوا هذه القواعد التي أنتم عليها؛ لأنها
ليست براهين، وإنما عرفوا الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، هذا الَّذي عرفوه.
لا بُدَّ من أحد الأمرين: إمّا
أنتم على حقّ والسلف على الباطل، أو العكس، فانظروا: أيُّ الفريقين أحقُّ؟ فلا
يمكن خلط الحقِّ بالباطل.
الله جل وعلا يقول: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ﴾ [المائدة: 3] ويقول: ﴿وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدۡقٗا وَعَدۡلٗاۚ﴾ [الأنعام: 115] فدلَّ على أنّ القرآن كاملٌ صالح لكلّ زمانٍ ومكان ولجميع الأمور، وأهمُّها العقيدة، فمن ظنَّ أنّ عِلم المنطق، وعلم الكلام هو الدليلُ الصحيحُ والقرآن لم يذكرْهُ، ولم يُحِلْ عليه، ولم يأمر به، فهذا يتَّهِم القرآن بأنه ناقص، وأنّ هؤلاء عثروا على شيءٍ من الحقِّ لم يُذكر في القرآن، وهل هناك حقٌّ ليس في القرآن؟! هذا دليل على بُطلان ما هُم عليه.