وَالرَّبُّ لَيْسَ كَذَا فَنَفْيُ دُخُولِهِ **** وَخُرُوجِهِ مَا
فِيهِ مِنْ بُطْلاَنِ
فَيُقالُ هَذا أوَّلاً مِنْ قَوْلِكُمْ **** دَعْوَى
مُجَرَّدَةٌ بِلا بُرْهَانِ
ذَاكَ اصْطِلاَحٌ مِنْ فَرِيقٍ فَارَقُوا الـ **** ـوَحْيَ
المُبِينَ بِحِكْمَةِ اليُونَانِ
وَالشَّيْءُ يَصْدُقُ نَفْيُهُ عَنْ قابِلٍ **** وَسِواهُ فِي
مَعْهُودِ كُلِّ لِسَانِ
أَنَسِيتَ نَفْيَ الظُّلْمِ عَنْهُ وَقَوْلُكَ
الـظْ **** ـظُلْمُ المُحالُ وَلَيْسَ ذَا إِمْكانِ
****
يرد عليهم
فيقول:
أولاً: هذا الَّذي تقولونه ليس
عليه دليل، وإنَّما هو اصطلاحٌ اصطلحتمُوه أنتم، ولا دليلَ عليه لا من الكتاب ولا
مِن السُّنَّةِ ولا مِن لغة العرب، ولا مِنَ الفِطر ولا مِن العقول السَّلِيمة.
وثانيًا: ما ذكرنا مِن أنّ الشيءَ
القابل أحسنُ مِنَ الشَّيْءِ غيرِ القابل.
وثالثًا: اللهُ جل وعلا نزَّهَ نفسَهُ عنِ الظُّلْمِ فقالَ: ﴿وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا﴾ [الكهف: 49] وأنتم تقولونَ: الظُّلْمُ مُحالٌ في حقِّ اللهِ، وليس في مَقدُوره، ثم نفيتموهُ عنه، فأنتم نفيتُم الظلمَ عن اللهِ مع أنكم تقولونَ: إنّهُ محالٌ عليه؟ إذًا لا حاجة أن تنفوا عنه الظُّلم؛ لأنّه مُحال عندكم فلا حاجة إلى نفيهِ عنه، وأيضًا أنتم تنفون عن الله أنه داخل أو خارج العالم مع أنه محالٌ عندكم، فأنتم وقعتم في شَرٍّ مما فررتُم منه.