×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وَنَسِيتَ نَفْيَ النَّوْمِ والسِّنَةِ التي **** ليستْ لِرَبِّ العَرْشِ فِي الإمْكانِ

وَنَسِيتَ نَفْيَ الطُّعْمِ عَنْهُ وَلَيْسَ ذَا **** مَقْبُولَةً وَالنَّفْيُ فِي القُرآنِ

وَنَسِيتَ نَفْيَ وِلادَةٍ أَوْ زَوْجَةٍ **** وَهُمَا عَلَى الرَّحْمَنِ مُمْتَنِعانِ

****

الله نزَّهَ نفسه عن النوم والسِّنَة، فهل معناه: أنَّهُ محالٌ عليه النوم والسِّنَة أو معناه أنه ممكن، ولكن نزَّهَ نفسه عنه؛ لأنه لا يليق به سبحانه وتعالى لكمال حياته وقيوميَّتِه.

قال تعالى: ﴿وَهُوَ يُطۡعِمُ وَلَا يُطۡعَمُۗ [الأنعام: 14] نزَّه نفسه عن أكلِ الطعام؛ لأنّ أكْلَ الطعام نقصٌ فلا يأكلُ الطعام إلا مَنْ هو محتاجٌ إليه، والله جل وعلا غنيٌّ عن خلقه، فنفيُ الطُّعْمِ عنه سبحانه لكمالِه؛ ولهذا استدلَّ على بُطلان إلهيَّةِ المسيح وأمّه بقوله: ﴿كَانَا يَأۡكُلَانِ ٱلطَّعَامَۗ [المائدة: 75] فكيف يكونُ المسيحُ وأمه إلهَيْنِ، وهما يأكلانِ الطَّعامَ، والَّذي يأكل الطّعامَ مُحتاج، والله جل وعلا منزَّهٌ عن الحاجة وهو الغنيُّ عن خلقه سبحانه وتعالى.

نَزَّهَ نفْسَهُ عنِ الولدِ والزَّوْجَةِ؛ لأنَّ الوالِدَ مُحتاجٌ إلى الولدِ، والله غنيٌّ عن خلقِه سبحانه، ليس بحاجةٍ إلى الولدِ، وكذلك الإنسانُ مُحتاجٌ إلى الزَّوجةِ، أمّا اللهُ جل وعلا فإنه غنيٌّ عن خلقِه ليس بحاجة إلى زوجةٍ، ﴿مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ وَلَا وَلَدٗا [الجن: 3] لأنَّهُ غنيٌّ عن ذلك سبحانه وتعالى،


الشرح