×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

واللهُ قَدْ وَصَفَ الجَمَادَ بِأنَّهُ **** مَيْتٌ أَصَمُّ وَمَا لَهُ عَيْنَانِ

وَكَذَا نَفَى عَنْهُ الشُّعُورَ وَنُطْقَهُ**** وَالخَلْقَ نَفْيًا وَاضِحَ التِّبْيَانِ

هَذَا وَلَيْسَ بِها قَبْولٌ لِلَّذِي**** يَنْفِي وَلاَ مِنْ جُمْلَةِ الحَيَوانِ

****

والولدُ شبيه لأبيه وجزءٌ منه كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلُواْ لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًاۚ [الزخرف: 15] فالولد جُزء عن الوالدِ وشبيه له، والله تعالى ليس له شبيهٌ، فلو كان له ولد لكان له شبيهٌ مِن خلقه، ولو كان له ولدٌ لكانَ مُحتاجًا إلى خلقهِ، والله غنيٌّ عن ذلك كُلِّه.

يقول الجهمية: أنتم تقولون: إنّه لا يُنْفَى الشيءُ عن الشيءِ إلاَّ إذا كان له ملكة وقابليَّة، نقول: هذا باطلٌ؛ لأنَّ الله نفى السمع والبصر والحياة عن الجمادِ مع أنَّ الجماد غير قابل لهذه الأمور، قال تعالى: ﴿أَمۡوَٰتٌ غَيۡرُ أَحۡيَآءٖۖ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ [النحل: 21] فنفى عن الأصنامِ الحياة مع أنّها جماداتٌ لا رُوح فيها وغير قابلة للحياة ليُبيِّنَ بُطلان عبادتِها، وقال سبحانه وتعالى في الأصنام: ﴿أَلَهُمۡ أَرۡجُلٞ يَمۡشُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ أَيۡدٖ يَبۡطِشُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ أَعۡيُنٞ يُبۡصِرُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۗ [الأعراف: 195] فنفى عن هذه الأشياءِ هذه الصفات مع أنها جماداتٌ، فدلَّ على أنّ الشيءَ قد يُنْفَى عن الشيء، ولو كان المنفيُّ عنه غيرَ قابلٍ له.


الشرح