إِذْ أَجْمَعَ السَّلَفُ الْكِرَامُ بِأَنَّ مَعْـ**** ـنَاهَا
كَمَعْنَى الفَوْقِ بِالبُرْهَانِ
أَوْ أَنَّ لَفْظَ سَمَائِهِ يُعْنَى بِهِ **** نَفْسُ العُلُوِّ
المُطْلَقِ الحَقَّانِي
وَالرَّبُّ فِيهِ وَلَيْسَ يَحْصُرُهُ مِنَ الـْ**** ـمَخْلُوقِ
شَيْءٌ عَزَّ ذُو السُّلْطَانِ
كُلُّ الجِهَاتِ بِأَسْرِهَا عَدَمِيَّةٌ **** فِي حَقِّهِ هُوَ
فَوْقَهَا بِبَيَانِ
قَدْ بَانَ عَنْهَا كُلِّها فَهُوَ المُحِيـ **** ـطُ وَلاَ
يُحَاطُ بِخَالِقِ الأَكْوَانِ
****
هو أعظمُ مِن كُلِّ شَيء، فكيف تحصُرُه المخلوقاتُ؟
سبحانه وتعالى، بل هي بالنسبة إليه ليستْ بشيء، واللهُ جل وعلا يقبِضُ الأرضَ،
ويطْوِي السماواتِ بيمينه، كما جاء في الحديث ([1])،
فهو أعظمُ مِن كُلِّ المخلوقات، فكيف تحويهِ، وهو أعظمُ منها.
والجهاتُ المعروفة التي هي: الشمال والجنوب والشرق
والغرب عدمِيَّة بالنسبة إليه، هو في جهة العلو سبحانه وتعالى، في غير جهةٍ
مخلوقة، فهو خارج الجهات المعروفة وفوق مخلوقاته سبحانه من جهات وغيرها، فهو في
جهة غيرِ مخلوقة، ليست من الجهات المخلوقة.
هو المحيط بجميع مخلوقاته، ولا تحيط به سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4812)، ومسلم رقم (2787).