لَوْ لَمْ يَكُنْ سُبْحَانَهُ فَوْقَ الوَرَى **** كَانُوا جَمِيعًا عِنْدَ ذِي السُّلْطَانِ
وَيَكُونُ عِنْدَ اللهِ إِبْلِيسُ وَجِبْـ **** ـرِيلُ هُمَا فِي
العِنْدِ مُسْتَوِيَانِ
وَتَمَامُ ذَاكَ القَوْلِ أَنَّ مَحَبَّةَ الرْ **** رَحْمَنِ عَيْنُ
إِرَادَةِ الأَكْوَانِ
وَكِلاَهُمَا مَحْبُوبُهُ وَمُرادُهُ **** وَكِلاَهُمَا
هُوَ عِنْدَهُ سِيَّانِ
إِنْ قُلْتُمُ عِنْدِيَّةُ التَّكْوِينِ فَالذْ **** ذَاتَانِ عِنْدَ
اللهِ مَخْلُوقَانِ
أَوْ قُلْتُمُ عِنديّةُ التَّقْرِيبِ تَقْـ **** ـرِيبِ الحَبِيبِ وَمَا
هُمَا عِدْلاَنِ
****
لو كان جميعُ الخلقِ عنده بمعنى أنَّهم في مُلكه لم
يختصَّ بذلك بعضُ الملائكة أو هذا الكتاب الَّذي كتبه سبحانه وتعالى، إِذْ كلُّ
الخلق في مُلكه، وهم خلقه سبحانه وتعالى، ولا مزيَّة لبعضهم على بعض.
ويكون أقرب الخلق إليه، وهو جبريل عليه السلام كما قال: ﴿إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ ١٩ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٖ ٢٠﴾ [التكوير: 19- 20] فيكون هو وإبليس الَّذي لعَنه الله، وطردَه، وأبعدَه سواء؛ لأنّهم كلُّهم في مُلك الله فلا مزية لجبريل على إبليس على كلام هؤلاء.