×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

كُلٌّ لَهُ شَرْعٌ وَمِنْهَاجٌ وَذَا **** فِي الأَْمْرِ لاَ التَّوْحِيدِ فَافْهَمْ ذَانِ

فَالدِّينُ فِي التَّوحِيدِ دِينٌ وَاحِدٌ **** لَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ عَلَيْهِ اثْنَانِ

****

 فالتَّوحيد محلُّ اتِّفاقٍ لا اخْتِلافَ فيه بيْن الرُّسُل وأَتْباعِهم، وأَمَّا الشَّرائِعُ فهي تخْتلف، يَشْرَعُ اللهُ لكلِّ أُمَّةٍ ما يُناسبُها ثُمَّ ينْسَخُهُ بشِرْعَةٍ أُخْرى وهكذا إِلَى أَنْ نُسِخَتْ الأَدْيانُ بشريعة الإِسْلام التي جَاءَ بها مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وهي شريعةٌ باقيةٌ لا تُنسَخُ ولا تُبدَّلُ ولا تُغيَّرُ إِلَى أَنْ تقومَ السَّاعة.

كلُّهم جَاؤُوْا بالتَّوحيد وهو إِفْرادُ الله بالعبادة، وعبادةُ الله تكون باتِّباع ما شَرَعَه في كلِّ زمانٍ بحَسَبِه، فكلُّ الأُمَم التَّابعةِ للرُّسُل يعبدون اللهَ بشرَائِعِهم التي شَرَعَها اللهُ لهم، فإِذَا نُسِخَتْ فإِنَّ العملَ يكون بالنَّاسخ دون المنسوخ مثلاً: الاتِّجاهُ في الصَّلاة كان إِلَى بيْت المَقْدِسِ، وصلاتُهم إِلَى بيْت المَقْدِسِ عبادةٌ للهِ سبحانه وتعالى، فلمَّا نُسِخَتْ وحُوِّلَتْ إِلَى الكَعْبَةِ، صارتْ العبادةُ هي الاتِّجاهَ إِلَى الكَعْبَةِ، ومَن اتَّجَهَ إِلَى بيْت المَقْدِس بعد ذلك فإِنَّ صلاتَه غيرُ صحيحةٍ؛ لأَنَّه شرْعٌ نُسِخ وانتهى، فالشَّرْعُ المنسوخُ لا يجوز العملُ به، بلْ يجب العملُ بالنَّاسخ، فالإِنْسان يدور مع أَمْر الله سبحانه وتعالى؛ ولذا قال: ﴿لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ [البقرة: 177] فالبِرُّ: هو اتِّباع ما أَمَرَ اللهُ به في كلِّ وقْتٍ بحَسَبِه.


الشرح