دِيْنُ الإِْلَهِ اخْتَارَهُ لِعِبَادِهِ **** وَلِنَفْسِهِ
هُوَ قَيِّمُ الأَْدْيَانِ
فَمِنَ الْمُحَالِ بِأَنْ يَكُونَ لِرُسُلِهِ **** فِي وَصْفِهِ
خَبَرَانِ مُخْتَلِفَانِ
وَكَذَاكَ نَقْطَعُ أَنَّهُمْ جَاؤُوْا بِعَدْ **** لِ اللهِ بَيْنَ
طَوَائِفِ الإِْنْسَانِ
****
فالتَّوحيد لا
يُمْكن أَنْ يختلفَ فيه الرُّسُلُ أَبَدًا؛ لأَنَّ دِينَهم واحدٌ وهو الإِسْلامُ
الذي وَصَفَ اللهُ به جميعَ الرُّسُل، فهُمْ كلُّهم مُسْلِمون بمعنى: أَنَّهم
يُوَحِّدُون اللهَ ويُفْرِدُونه بالعبادة ويَنْقادُون لأَمْره، هذا محلُّ إِجْماعٍ
ومحلُّ اتِّفاقٍ، ولهذا يقول النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الأَْنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ» ([1])
والإِخْوة لعلاَّت: هُمُ الذين أَبُوهم واحدٌ وأُمَّهاتُهم مختلفةٌ، فكذلك الرُّسُل
عقيدتُهم واحدةٌ وشرائعُهم مختلفةٌ.
كما أَنَّ الرُّسُلَ جَاؤُوْا بالعدْل الذي هو ضِدُّ الجَوْر وضِدُّ الظُّلْم، فكلُّ ما جَاءَ به الرُّسُلُ فإِنَّه عدْلٌ وصلاحٌ، وكُلُّهم نَهَوْا عن الظُّلْم والجَوْرِ والفسادِ، هذا محلُّ اتِّفاقٍ بيْن الرُّسُل وهو الأَْمْرُ بالعدْل والنَّهْيُ عن الظُّلْم والجوْرِ والطُّغْيانِ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3443)، ومسلم رقم (2365).