وَكَذَاكَ نَقْطَعُ أَنَّهُمْ أَيْضًا دَعَوا ****لِلْخَمْسِ وَهِيَ
قَوَاعِدُ الإِْيْمَانِ
إِيْمَانُنَا بِاللهِ ثُمَّ بِرُسُلِهِ **** وبِكُتُبِهِ
وقِيَامَةِ الأَْبْدَانِ
وَبِجُنْدِهِ وَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ الأُْوْلَى **** هُمْ رُسُلُهُ
لِصَالِحِ الأَْكْوَانِ
هَذِي أُصُولُ الدِّينِ حَقًّا لاَ أُصُو **** لُ الْخَمْسِ
لِلْقَاضِي هُوَ الهَمْدَانِي
****
أَرْكانُ
الإِيْمانِ السِّتَّةُ محلُّ إِجْماع الرُّسُل وهي: «الإِيْمانُ باللهِ
وملائِكَتِه وكُتُبِه ورُسُلِه واليومِ الآخِر والقَدَرِ خيرِه وشرِّه» محلُّ
اتِّفاقٍ بيْن الرُّسُل لمْ يُخالف فيها منهم أَحَدٌ.
هذه الأُصُولُ السِّتَّةُ أَجْمعتْ عليها الرُّسُلُ
والكُتُبُ الإِلَهيَّةُ. بخلاف أُصُول المُعْتزلةِ الخَمْسةِ التي أَحْدَثوها وهي:
التَّوحيدُ والعدْلُ وإِنْفاذُ الوعيد والمنزلةُ بيْن المنزلتَيْنِ والأَمْرُ
بالمعروف والنَّهْيُ عن المُنْكَر، هذه أُصُولُ المُعْتزلة التي جَعَلُوها بَدَلَ
الإِيْمَان باللهِ وملائِكَتِه وكُتُبِه ورُسُلِه واليومِ الآخِر والقَدَرِ،
والتَّوحيدُ يريدون به نفْيَ الصِّفات، والعدْلُ عندهم نفْيُ القَدَرِ لأَنَّ
إِثْبات القَدَرِ عندهم جَوْرٌ وظُلْمٌ، وإِنْفاذُ الوعيد: هو تخليد أَصْحاب
الكبائِرِ في النَّار خلاف أَهْلِ السُّنَّة الذين يقولون: أَهْلُ الكبائِرِ لا
يخرجون مِن الإِيْمان وهم مُعرَّضون للوعيد، إِنْ شَاءَ اللهُ أَنْفَذَه فيهم وإِنْ
شَاءَ عَفَا عنهم، فإِنَّهم لا يخرجون مِن الإِيْمان ولا يُخلَّدُون في النَّار،