×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وَكَذَلِكَ الْبَغَوِيُّ أَيْضًا قَدْ حَكَا **** هُ عَنْهُمُ بِمَعَالِمِ الْقُرْآنِ

وَانْظُرْ كَلاَمَ إِمَامِنَا هُوَ مَالِكٌ **** قَدْ صَحَّ عَنْ قَوْلٍ لِذِي إِتْقَانِ

فِي الاْسْتِوَاءِ بِأَنَّهُ الْمَعْلُومُ لَـ **** ـكِنْ كَيْفُهُ خَافٍ عَلَى الأَْذْهَانِ

****

 الإِمَامُ الْحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ المُلَقَّبُ بمُحْيِ السُّنَّة، وهو إِمَامٌ جليلٌ وله تفسيرٌ جليلٌ اسْمُه: «معالم التَّنزيل»، يذْكُر عن السَّلَف الصَّالح تفسير الاسْتِواءِ بهذه المعاني الأَرْبعةِ وهو حُجَّةٌ في هذا.

ومِن الأَئِمَّةِ العظامِ الذين صرَّحوا بإِثْبات الاِسْتِواءِ على العرْش على حقيقته الإِمامُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رحمه الله إِمَامُ دار الهجرة، وأَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَرْبعةِ، لمَّا سَأَلَه سائِلٌ فقال: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ [طه: 5] كيف اسْتَوَى؟ فأَطْرَق الإِمَامُ مَالِكٌ وعَرَقَ مِن قُبْح هذا السُّؤَالِ وسُوءِ أَدَب السَّائِل مع الله سبحانه وتعالى، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَه وقال: الاستواءُ معلومٌ والكيف مجهولٌ والإِيْمانُ به واجبٌ والسُّؤَالُ عنه بِدْعَةٌ، وما أَرَاكَ إِلاَّ مُبْتَدِعًا ثُمَّ أَمَرَ به فأُخْرِجَ. فهو يقول: إِنَّ معنى الاِسْتِواءِ معلومٌ وهو: العُلُوُّ والارْتفاعُ، وأَمَّا كيفيتُه فهي مجهولةٌ، والسُّؤَالُ عنها بِدْعةٌ، ولا يعلم الكيفيَّةَ إِلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى فالكيْفُ مجهولٌ لا يعلمُه إِلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى.


الشرح