وَرَوَى ابْنُ نَافِعٍ الصَّدُوقَ سَمَاعَهُ **** مِنْهُ عَلَى
التَّحْقِيقِ وَالإِْتْقَانِ
اللهُ حَقًّا فِي السَّمَاءِ وَعِلْمُهُ **** سُبْحَانَهُ
حَقًّا بِكُلِّ مَكَانِ
فَانْظُرْ إِلَى التَّفْرِيقِ بَيْنَ الذَّاتِ
وَالْـ **** ـمَعْلُومُ مِنْ ذَا الْعَالِمِ الرَّبَّانِي
فَالذَّاتُ خُصَّتْ بِالسَّمَاءِ وَإِنَّمَا الْـ **** ـمَعْلُومُ عَمَّ
جَمِيْعَ ذِي الأَْكْوَانِ
ذَا ثَابِتٌ عَنْ مَالِكٍ مَنْ رَدَّهُ **** فَلَسَوْفَ
يَلْقَى مَالِكًا بِهْوَانِ
****
أَيْ: رَوَى ابْنُ نَافِعٍ قال: قال الإِمَامُ مَالِكٌ: الله جلَّ وعَلاَ فوق السَّمَاواتِ وعِلْمُه في كلِّ مكانٍ، وهذا هو اعتقادُ أَهْلِ السُّنَّةِ والجماعةِ: أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ بذَاتِه فوق سماواته عالٍ على مخلوقاته، أَمَّا عِلْمُه سُبْحَانَهُ فهو في كلِّ مكانٍ، قال تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ وَلَا خَمۡسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمۡ﴾ [المجادلة: 7] فهو معهم بعلمه سُبْحَانَهُ، ليس مختلطًا بالنَّاس، ولكنَّه بعلْمِه مع خلْقه سبحانه وتعالى لا يَخْفَونَ عليه، قال تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ﴾ [الحديد: 4] فأَخْبَرَ أَنَّه اسْتَوى على العرْش، وأَنَّه يعلم ما في السَّماوات وما في الأَرْضِ لا يَخْفَى عليه شيءٌ فهو بذاتِه فوق مخلوقاته، وأَمَّا عِلْمُه فهو في كلِّ مكانٍ.