×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

فَتَجَرَّدَ الْمَقْصُودَ عَنْ قَصْدٍ لَهُ **** فَلِذَاكَ لَمْ يُنْصِفْ إِلَى إِنْسَانِ

مَا مِنْهُمُ أَحَدٌ دَعَا لِمَقَالةٍ **** غَيْرِ الْحَدِيْثِ وَمُقْتَضَى الإِْيْمَانِ

فَالْقَوْمُ لَمْ يُدْعَوا إِلَى غَيْرِ الْهُدَى وَدَعَوْتُهُمْ أَنْتُمْ لِرَأْيِ فُلاَنِ

شَتَّانَ بَيْنَ الدَّعْوَتَيْنِ فَحَسْبُكُمْ **** يَا قَوْمِ مَا بِكُمُ مِنَ الْخِذْلاَنِ

****

انْتِسابُ النَّاس إِلَى مذهب الحَنَابِلَةِ والشَّافِعِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ والْحَنَفِيَّةِ ليس مِن التَّعصُّب؛ لأَنَّ هَؤُلاءِ الأَئِمَّةَ يتَّبعون الكتابَ والسُّنَّةَ، فنحنُ نستفيد مِنْ علْمِهم وكلامِهم، لكنْ لا نعتقد لهم العِصْمةَ مِن الخَطَأِ، فإِذَا أَخْطَأَ وَاحِدٌ منهم عن اجتهادٍ فإِنَّنا لا نَأْخُذُ عنه الخَطَأَ بلْ نَأْخُذُ عنه الصَّوابَ فقط، فنحن نتَّبعهم لأَجْل أَنْ نستفيدَ مِن علْمِهم وفِقْهِهم ودِرايتِهم، ولكنَّ القُدْوَةَ لنا هو الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم.

وهَؤُلاءِ الأَئِمَّةُ لا يدعون إِلاَّ إِلَى الكتابِ والسُّنَّةِ، ويقولون: إِذَا خَالَفَ كلامُنا كلامَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فاتْرُكُوا كلامَنا، وخُذُوا قولَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، أَمَّا أَنْتُمْ - أَيُّها الضُلاَّلُ - فتَدْعُون إِلَى الأَخْذ بقولِ جَهْمٍ وبقولِ فُلاَنٍ وفُلاَنٍ مِن أَئِمَّتِكم وتقولون: مَنْ خَالَفَهم فهو ضَالٌّ.

وهذا هو الخِذْلان - والعياذ بالله - فالذي يدعو إِلَى غير سُنَّة الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، مَخْذُولٌ لأَنَّه يدعو إِلَى باطلٍ، وهم كذلك يدعون إِلَى تقليد أَئِمَّتِهم، ويَصِفُون مَنْ خَالَفَ مذاهبَهم الباطلةَ بالضَّلال والتَّشْبيه


الشرح