×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

قَالُوْا لَنَا لَمَّا دَعَوْنَاهُمْ إِلَى **** هَذَا مَقَالَةُ ذِي هَوًى مَلآنِ

ذَهَبَتْ مَقَادِيْرُ الشُّيُوخِ وَحُرْمَةُ الْـ **** ـعُلَمَاءِ بَلْ عَبَرَتْهُمُ الْعَيْنَانِ

****

 والتَّجْسيم إِلَى آخِر هذه الأَلْقابِ المُنَفِّرَةِ، والسَّبب في هذا: أَنَّهم يرون عِصْمةَ قادتِهم، وأَمَّا أَهْلُ السُّنَّة - وللهِ الْحَمْدُ - فلا يرون عِصْمةَ أَئِمَّتِهم وقادتِهم، إِذَا أَخْطَؤُوا تَرَكُوا خَطَأَهُمْ وأَخَذُوا بالصَّواب، ولذلك فإِنَّ سوْقَ التَّرْجيح بالدَّليل قائِمٌ - ولله الحمدُ - بين أَهْل السُّنَّة ويُنادون به ويحُثُّون عليه.

إِذَا قيل لهؤُلاءِ: اتْرُكُوا الخَطَأَ وخُذُوا بالصَّواب مِن قولِ فُلاَنٍ وفُلاَنٍ، قَالُوا: يَا أَسَفَى ذَهَبَ قدرُ الشَّيْخ وقدرُ الإِمَام؛ لأَنَّنا إِذَا تركْنا قولَه إِذَا كان مُخْطِئًا فمعنى هذا: أَنَّه حطَّ من قدره، وهذا كذبٌ، فليس مِنْ ترْك الخَطَأِ حَطٌّ مِنْ قدر الشَّيخ الذي أَخْطَأَ إِذَا كان هذا الشَّيخُ مُتَّبِعًا للكتاب والسُّنَّةِ؛ لأَنَّه هو يقول لنا: إِذَا خَالَفَ قولي قولَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فخُذُوا بقول الرَّسًولِ فليس معنى أَنَّنا إِذَا تَركْنا مَسْأَلَةً اجْتَهَدَ فيها أَحَدُ الأَئِمَّةِ وما تركْناها إِلاَّ لأَنَّه لم يكُنِ الدَّليلُ واضحًا عليها، ليس معنى هذا: الحَطُّ مِن قدر هذا الإِمَام؛ لأَنَّنا نُعظِّم الحقَّ ولا نُعظِّم الرِّجالَ، مع أَنَّهم - ولله الحمدُ - صوابُهم كثيرٌ، وأَخْطاؤُهُم قليلةٌ.


الشرح