وَلأَِيِّ شَيْءٍ كَانَ بَعْدُ خُصُومُكُمْ **** أَهْلَ
الْحَدِيْثِ وَعَسْكَرَ الْقُرْآنِ
وَلأَِيِّ شَيْءٍ كَانَ أَيْضًا خَصْمُكُمْ **** شَيْخَ
الْوُجُودِ الْعَالِمَ الْحَرَّانِي
****
لماذا تُلقِّبون
أَهْلَ الحديث وعسكرَ القرآن بالمُجسِّمة والمُشبِّهةِ والحشويَّةِ وغيرِ ذلك،
إِلاَّ لأَنَّهم يدعونكم إِلَى كتاب الله وسُنَّةِ رَسُولِه؛ لأَنَّ الحُكْمَ
بالشَّريعة ليس قاصرًا على الحُكْم في خُصومات الدِّماء والأَمْوالِ والنِّزاعاتِ
بين النَّاس، بلْ أَعْظمُ من هذا تحكيمُ الشَّريعة في العقيدة، لكنَّ تحكيمَ
الشَّريعة لا يدعو إِلَيه إِلاَّ أَهْلُ السُّنَّةِ، أَمَّا بقيَّةُ الفِرَقِ
وأَصْحابُ العقائد الباطلةِ فإِنَّها تُعرِض عن تحكيم الشَّريعة في ذلك وهذا
موجودٌ في عصرنا هذا. ولهذا تَجِدُ كثيرًا من هذه الطَّوائِف والفِرَقِ والجماعاتِ
من جَهْمِيَّةٍ ومُعْتزلةٍ وحِزْبيَّةٍ يقولون: حكِّموا الشَّريعةَ، فنقول لهم:
دَعُونا نحكِّمها في الأَصْل، وهو العقيدة قبلَ كلِّ شيءٍ لأَنَّ تحكيمَها فيما
دون العقيدة فقط لا ينفع.
أَيْضًا كما عَادَيْتُمُ الإِْمَامَ أَحْمَدَ رحمه الله لأَنَّه دَعَاكُمْ إِلَى تحكيم الشَّريعة في الأُصُول والعقائِدِ، عَادَيْتُمْ مِن بعْده العالِمَ الحرَّانيَّ شيْخَ الإِسْلاَم ابْنَ تَيْمِيَّةَ لمَّا دَعَاكُمْ إِلَى الرُّجوع إِلَى كتاب الله وسُنَّةِ رَسُولِه في العقيدةِ والإِيْمانِ وأُصُولِ الدِّين، لمَّا دَعَاكُمْ إِلَى هذا ضلَّلْتُمُوه أَوْ كَفَّرْتُمُوه، وما ذنْبُه إِلاَّ أَنَّه مِثْلُ سَلَفِه مِن السَّلَفِ الصَّالِحِ يدعوكم إِلَى تحكيم كتاب اللهِ وسُنَّةِ رَسُولِه في أُصُولِ الدِّين وفُرُوعِه، فكيف تدَّعون الإِسْلامَ وأَنْتُمْ لا تَدْعُون إِلَى كتاب اللهِ وسُنَّةِ رَسُولِه،