وَكَذَلِكَ التَّنْزِيهُ عَنْ ظُلْمٍ وَفِي الْـ**** أَفْعَالِ عَنْ
عَبَثٍ وَعَنْ بُطْلاَنِ
وَكَذَلِكَ التَّنْزِيهُ عَنْ تَعَبٍ وَعَنْ **** عَجْزٍ يُنَافِي
قُدْرَةَ الرَّحْمَنِ
وَلَقَدْ حَكَى الرَّحْمَنُ قَوْلاً قَالَهُ **** فَنْحَاصُ ذُو
الْبُهْتَانِ وَالْكُفْرَانِ
أَنَّ الإِْلَهَ هُوَ الْفَقِيْرُ وَنَحْنُ أَصْـ **** ـحَابُ الْغِنَى
ذُو الْوُجْدِ وَالإِْمْكَانِ
وَكَذَاكَ أَضْحَى رَبُّنا مُسْتَقْرِضًا **** أَمْوَالَنَا
سُبْحَانَ ذِي الإِْحْسَانِ
****
كلُّ هذه الأُمورِ ما قَالَه أَحَدٌ بإِضَافتها إِلَى
الله، فلمْ يَقُلْ أَحَدٌ: إِنَّ اللهَ يظلم ولمْ يَقُلْ أَحَدٌ: إِنَّ اللهَ
يفعلُ أَفْعالاً عَبَثًا، ومع هذا نزَّهَ نفسَه عن هذه الأُمُورِ.
أَمَّا التَّعَبُ فقدْ وصفتْه اليَهُودُ به حين قالوا:
إِنَّ اللهَ جلَّ وعَلاَ اسْتَرَاحَ يومَ السَّبْتِ يقولون: خلَق الخلْقَ في
سِتَّةِ أَيَّامٍ بِدايتُها يومُ الأَحَدِ ونِهايتُها يومُ الجُمُعَةِ،
واسْتَرَاحَ يومَ السَّبْتِ، فردَّ الله عليهم بقوله: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا
بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ﴾ [ق: 38] اللغُوبُ: هو التَّعَبُ.
فَنْحَاصُ مِن أَحْبار اليَهُودِ، لمَّا سمِع قوْلَه تعالى﴿مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافٗا كَثِيرَةٗۚ﴾ [البقرة: 245] قال قبَّحه اللهُ: إِنَّ اللهَ فقيرٌ يطلب منَّا القَرْضَ ونحن أَغْنياءُ، وهو يعلم أَنَّ الله مُنزَّهٌ عن ذلك، لكنْ يريد أَنْ يطعن في القرآن، وهو يعلم أَنَّه كاذبٌ،