×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وَكَذَلِكَ التَّنْزِيهُ عَنْ ظُلْمٍ وَفِي الْـ**** أَفْعَالِ عَنْ عَبَثٍ وَعَنْ بُطْلاَنِ

وَكَذَلِكَ التَّنْزِيهُ عَنْ تَعَبٍ وَعَنْ **** عَجْزٍ يُنَافِي قُدْرَةَ الرَّحْمَنِ

وَلَقَدْ حَكَى الرَّحْمَنُ قَوْلاً قَالَهُ  **** فَنْحَاصُ ذُو الْبُهْتَانِ وَالْكُفْرَانِ

أَنَّ الإِْلَهَ هُوَ الْفَقِيْرُ وَنَحْنُ أَصْـ  **** ـحَابُ الْغِنَى ذُو الْوُجْدِ وَالإِْمْكَانِ

وَكَذَاكَ أَضْحَى رَبُّنا مُسْتَقْرِضًا  **** أَمْوَالَنَا سُبْحَانَ ذِي الإِْحْسَانِ

****

كلُّ هذه الأُمورِ ما قَالَه أَحَدٌ بإِضَافتها إِلَى الله، فلمْ يَقُلْ أَحَدٌ: إِنَّ اللهَ يظلم ولمْ يَقُلْ أَحَدٌ: إِنَّ اللهَ يفعلُ أَفْعالاً عَبَثًا، ومع هذا نزَّهَ نفسَه عن هذه الأُمُورِ.

أَمَّا التَّعَبُ فقدْ وصفتْه اليَهُودُ به حين قالوا: إِنَّ اللهَ جلَّ وعَلاَ اسْتَرَاحَ يومَ السَّبْتِ يقولون: خلَق الخلْقَ في سِتَّةِ أَيَّامٍ بِدايتُها يومُ الأَحَدِ ونِهايتُها يومُ الجُمُعَةِ، واسْتَرَاحَ يومَ السَّبْتِ، فردَّ الله عليهم بقوله: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ [ق: 38] اللغُوبُ: هو التَّعَبُ.

فَنْحَاصُ مِن أَحْبار اليَهُودِ، لمَّا سمِع قوْلَه تعالى﴿مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافٗا كَثِيرَةٗۚ [البقرة: 245] قال قبَّحه اللهُ: إِنَّ اللهَ فقيرٌ يطلب منَّا القَرْضَ ونحن أَغْنياءُ، وهو يعلم أَنَّ الله مُنزَّهٌ عن ذلك، لكنْ يريد أَنْ يطعن في القرآن، وهو يعلم أَنَّه كاذبٌ،


الشرح