×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

 الإِسْلامِ الصَّحيحِ والدِّينِ الصَّحيحِ، فكيف تتركهم وتذهب إِلى من لا يُضْمَنُ أَنَّه على الدِّينِ الصَّحيحِ ولا على الحقِّ.

قولُه: «فقَلَّدَهُمْ دِيْنَه واستراح» قلَّدهم: يعني اتَّبَعَهم،﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ المراد بالتَّقْليد هنا الاتِّباعُ.

قولُه: «وعلم أَنَّ الدِّينَ إِنَّما هو بالتَّقْليد، والتَّقْليدُ لأَصْحابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم »؛ كما ذكرنا: المرادُ بالتَّقليد: التَّقْليدُ الصَّحيحُ وهو الاتِّباعُ؛ كما قال يُوسُفُ عليه السلام: ﴿قَالَ لَا يَأۡتِيكُمَا طَعَامٞ تُرۡزَقَانِهِۦٓ إِلَّا نَبَّأۡتُكُمَا بِتَأۡوِيلِهِۦ قَبۡلَ أَن يَأۡتِيَكُمَاۚ ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيٓۚ إِنِّي تَرَكۡتُ مِلَّةَ قَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ ٣٧وَٱتَّبَعۡتُ مِلَّةَ ءَابَآءِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۚ مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشۡرِكَ بِٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ عَلَيۡنَا وَعَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ ٣٨ [يوسف: 37- 38]، فاتِّباعُ السَّلفِ الصَّالحِ هذا هو الحقُّ، وليس فيه لَوْمٌ إِذا اتَّبَعْتَ هؤُلاءِ، إِنَّما اللَّومُ إِذا اتَّبَعْتَ من لا يصلح للاتِّباع، واقْتَدَيْتَ بمن لا يصلح للقُدْوة.


الشرح