قولُه: «إِلاَّ مَن ثَبَتَ على قولِ
رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأَمْرِه وأَمْرِ أَصْحابِه، ولم يتخطَّ أَحدًا
منهم» لم يَسْلَمْ من هذه الآفاتِ: الكفرِ، والزَّيْغِ، والضَّلالِ،
والانحرافِ، والتَّعادِي، والتَّقاطعِ، إِلاَّ مَن تمسَّك بما عليه رَسُولُ الله
صلى الله عليه وسلم وأَصْحابُه؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «وَسَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا
فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً». قَالُوا: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: «مَنْ كَانَ عَلَى مَا أَنَا
عَلَيْهِ، وَأَصْحَابِي» ([1]).
قولُه: «وَوَسَعَهُ ما وَسَعَهم» وهو
الكتابُ والسُّنَّةُ وما عليه السَّلَفُ الصَّالحُ من الصَّحابة والتَّابعين
والقرونِ المفضَّلةِ والأَئِمَّةِ، لكنَّ المُشْكِلَ في الذي يقول: «هُمْ رجالٌ ونحن رجالٌ، وليس لكلامهم
مِيْزَةٌ على كلامنا».
قولُه: «وعلم أَنَّهم كانوا على الإِسْلامِ الصَّحيحِ، والإِيْمانِ الصَّحيحِ»؛ كما قال تعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ﴾ [التوبة: 100]، قال عليه الصلاة والسلام: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي» فالذي يريد النَّجاةَ هذا طريقُها، والذي لا يريد النَّجاةَ له ما اختار لنفسه، وليس الضَّرَرُ يقتصر عليه، بلْ إِنَّه يتحمل آثامَ النَّاس مع إِثْمِه، قال تعالى: ﴿لِيَحۡمِلُوٓاْ أَوۡزَارَهُمۡ كَامِلَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَمِنۡ أَوۡزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٍۗ أَلَا سَآءَ مَا يَزِرُونَ﴾ [النحل: 25] إِنَه بلا شكَّ أَنَّ الصَّحابةَ والقرونَ المفضَّلةَ هُمُ الذين على
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2641)، والمروزي في «السنة» رقم (59)، والطبراني في «الكبير» رقم (62).