قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: وقال بعضُ العلماءِ - منهم الإِمامُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ
-: الجهميُّ كافرٌ ليس من أَهْلِ القِبْلة، حلالُ الدَّم، لا يَرِثُ، ولا يُورَثُ؛
لأَنَّه قال: لا جمعةَ ولا جماعةَ ولا عِيْدين ولا صدقةَ، وقالوا: من لم يقل: القُرآنُ
مخلوقٌ؛ فهو كافرٌ.
**********
قولُه: «واضْطرَّهم الأَمْرُ إِلى أَنْ قالوا
بالتَّعطيل» التَّعْطيلُ: هو جحودُ الخالق سبحانه وتعالى، لأَنَّ هذا يَؤُوْلُ
إِلى التَّعْطيل، لأَنَّ الذي لا يسمع، ولا يبصر، ولا يتكلَّم، وليس له إِرادةٌ،
ولا مشيئَةٌ، وأَيْضًا ليس داخلَ العالم، ولا خارجَ العالم، ولا فوقَ ولا تحتَ،
إِذًا لا يكون فيه إِلَهٌ يُعْبَدُ، فآل بِهم الأَمْرُ إِلى الإِلْحاد
والتَّعْطيلِ.
قولُ العلماءِ: «الجهميُّ
كافرٌ ليس من أَهْلِ القِبْلة» أَيْ: كافرٌ بمجموع مقالاتِه؛ لأَنَّه عطَّل
اللهَ جل وعلا، ولا شكَّ أَنَّ هذا أَشدُّ الكفر.
مقالاتُهم الكفريَّةُ تُفْضِي إِلى التَّعطيل - كما قال الشَّيخُ - وهو
إِنْكارُ وجودِ الله سبحانه وتعالى، وقد رَدَّ عليهم الإِمامُ أَحْمَدُ رحمه الله
في كتابه «الرّدُّ على الجهميَّة» وهو
مطبوعٌ ومحقَّقٌ ولله الحمدُ، ردَّ عليهم غيرُ واحدٍ، ردَّ عليهم شيخُ الإِسْلام
في كتابه الضَّخْمِ«بيانُ تلبيس الجهميَّة».
قولُه: «حلالُ الدَّم، لا يرِث ولا
يُورَث» لأَنَّه مرتدٌّ فهو حلالُ الدَّم؛ لأَنَّ الذي يعصم الدَّمَ هو
الإِسْلامُ، والكافرُ حلالُ الدَّم.
قولُه: «لأَنَّه قال: لا جمعةَ ولا
جماعةً» أَيْ: لأَنَّ الجهمَ يُنْكِرُ صلاةَ الجمعة، ويُنْكِرُ صلاةَ الجماعة،
وإِنَّما تكفي عنده المعرفةُ بالله، فالإِيْمانُ عنده هو المعرفةُ فإِذا عرف
الإِنْسانُ ربَّه بقلبِه صار مؤمنًا كاملَ الإِيْمان، ولو لم يصلِّ، ولو لم
يَصُمْ، ولو لم يفعلْ أَيَّ شيءٍ من العبادات.
الصفحة 1 / 199