×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قال المُؤَلِّفُ رحمه الله: واستحلُّوا السَّيْفَ على أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وخالفوا من كان قبلَهم، وامتحنوا النَّاسَ بشيءٍ لم يتكلَّمْ فيه رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولا أَحدٌ من أَصْحابِه رضي الله عنهم، وأَرادوا تعطيلَ المساجد والجوامعِ... 

**********

قولُه: «ولا عيدين ولا صدقةَ»؛ لأَنَّه يرى أَنَّ الأَعْمالَ ليست من الإِيْمان، ولا النُّطقَ باللِّسان، ولا الاعتقادَ أَيْضا، وإِنَّما الإِيْمانُ عنده مُجَرَّدُ المعرفة.

قولُه: «وقالوا: من لم يقل: القُرْآنُ مخلوقٌ؛ فهو كافرٌ» قالت الجهميَّةُ: من لم يقل: القُرْآنُ مخلوقٌ، وقال: القُرْآنُ كلامُ الله فهو كافرٌ؛ لأَنَّه شبَّه اللهَ بخلقِه، والتَّشبيهُ كفرٌ.

 قولُه: «واستحلُّوا السَّيفَ على أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم » استحلُّوا قتلَ المسلمين الذين يخالفونهم في العقيدة؛ ولذلك لما تمكَّنوا في عهد المَأْمُونِ ماذا صنعوا بالمسلمين؟ قتلوا من العلماءِ من قتلوا، وعذَّبوا من عذَّبوا، ليُرْغِمُوهُمْ على القول بمذهبِ الجهميَّة.

قولُه: «وخالفوا من كان قبلَهم» من المسلمين، فلم تظهر هذه المقالاتُ إِلاَّ فيهم.

قولُه: «وامتحنوا النَّاس بشيءٍ لم يتكلَّم فيه رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم » أَرادوا أَنْ يُلْزِمُوا النَّاسَ بقولهم؛ كما في عهد المَأْمُونِ - ومن جاءَ بعده - لمَّا أَجْبَرَ النَّاس على القولِ بخلقِ القُرْآنِ.

قولُه: «وأَرادوا تعطيلَ المساجد والجوامعِ»؛ لأَنَّ مذهبَهم في الإِيْمان أَنَّه مجرَّدُ المعرفة ولو لم يعمل شيئًا، ولو لم يتكلَّم بلسانِه،


الشرح