قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: والرَّسم وأَعْلامُ الضَّلالة قد بقي منهم قومٌ يعملون بها،
ويدعون إِليها، لا مانعٌ يمنعهم، ولا أَحدٌ يحجزهم عمَّا يقولون ويعملون.
قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: واعلمْ أَنَّه لم تجئْ زَنْدَقَةٌ قطُّ إِلاَّ من الهَمَجِ
الرُّعَاعِ أَتْباعِ كلِّ ناعقٍ يميلون مع كلِّ ريحٍ، فمن كان هكذا، فلا دِيْنَ له،
قال اللهُ عز وجل: ﴿فَمَا ٱخۡتَلَفُوٓاْ إِلَّا
مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۚ﴾ [الجاثية:17]، وهُمْ
علماءُ السُّوءِ أَصْحابُ الطَّمَع والبِدَع.
**********
قولُه: «والرَّسْمُ وأَعْلامُ الضَّلالة
قد بقي قومٌ يعملون بها» الشَّرُّ لا ينتهي، بل يبقى الخيرُ والشَّرُّ
للابتلاءِ والامتحانِ، لكنَّ أَحْيانًا ينتصر الحقُّ ويظهر، وأَحْيانًا يظهر
الباطلُ، ولكنَّ ظهورَ الباطلِ لا يستمرُّ، أَمَّا الحقُّ فإِنَّه وإِنْ حصل عليه
ما حصل فإِنَّه يعود بإِذْنِ الله، واللهُ جل وعلا يقول: ﴿وَٱلۡعَٰقِبَةُ
لِلۡمُتَّقِينَ﴾ [القصص: 83]، ﴿وَٱلۡعَٰقِبَةُ
لِلتَّقۡوَىٰ﴾ [طه: 132]، يقول الإِمامُ ابنُ القَيِّمِ رحمه الله:
والحقُّ منصورٌ ومُمْتَحَنٌ فلاَ **** تَعْجَبْ فَهذِهِ
سُنَّةُ الرَّحْمَنِ.
قولُه: «واعلمْ أَنَّه لم تجئْ
زَنْدَقَةُ قطُّ» الزَّنْدَقَةُ: هي النِّفاقُ، وهو إِظْهارُ الإِيْمانِ
وإِبْطالُ الكفرِ، فالزَّنادقةُ: هُمُ الذين كانوا يُسمُّون بـ«المنافقين» في صدر الإِسْلام، ويعيشون
بين النَّاس، وإِذا سنحت لهم فُرْصةٌ ظهر شرُّهم وكشرتْ أَنْيابُهم ضدَّ الحقِّ
وأَهْلِه؛ كما هو موجودٌ في زماننا الآن.
الصفحة 1 / 199