قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: والحقُّ ما جاءَ من عندِ الله عز وجل، والسُّنَّةُ: سُنَّةُ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، والجماعةُ: ما اجتمع عليه أَصْحابُ رَسُولِ الله
صلى الله عليه وسلم في خلافةِ أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ.
**********
لأَنَّ العِلَّةَ على قسمين:
الأَوَّلِ: عِلَّةٌ منصوصةٌ.
الثَّاني: عِلَّةٌ مستنبطةٌ.
قولُه: «وتأْويله» المرادُ
بالتَّأْويل: صرفُ اللَّفْظ عن ظاهرِه من غير دليلٍ، هذا هو التَّأْوِيلُ
المذمومُ.
قولُه: «ومن قال على الله ما لا يعلم فهو
من المتكلِّفين» والتَّكلُّفُ: هو القولُ في الدِّين بلا حُجَّةٍ.
قولُه: «والحقُّ ما جاءَ من عند الله عز
وجل، والسُّنَّةُ: سُنَّةُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم » ما جاءَ عن
اللهِ في القُرْآنِ الكريمِ، وما جاءَ عن الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم في
السُّنَّة، كلاهما وَحْيٌ من اللهِ جل وعلا، القُرْآنُ وَحْيٌ عن الله،
والسُّنَّةُ وَحْيٌ من الله؛ كما قال تعالى: ﴿وَمَا
يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤﴾ [النجم: 3، 4]،
القُرْآنُ يُسمَّى بالوَحْيِ الأَوَّلِ، والسُّنَّةُ الوَحْيُ الثَّاني بعد
القُرْآنِ، وهي مُفسِّرةٌ للقُرْآنِ، وموضِّحةٌ للقُرْآنِ، ومبيِّنةٌ للقُرْآنِ،
لأَنَّ اللهَ قال: ﴿وَأَنزَلۡنَآ
إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ﴾ [النحل: 44]،
الرَّسُولُ يبيِّن القُرْآنِ بسُنَّتِه وعملِه وقولِه.
والمرادُ بالسُّنَّةُ في اللُّغة: الطَّريقةُ، والمراد بها هنا ما ثبَت عنه
صلى الله عليه وسلم من قولٍ أَوْ فعلٍ أَوْ تقريرٍ، هذه هي السُّنَّةُ عند
المحدِّثين.