قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: ومن اقتصر على سُنَّةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وما
كان عليه أَصْحابُه والجماعةُ فَلَجَ على أَهْلِ البِدَع كلِّها، واستراح بدنُه وسَلِمَ
له دِيْنُه إِنْ شاءَ الله؛ لأَنَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قال: «سَتَفْتَرِقُ
أُمَّتِي» وبيَّن لنا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم النَّاجي منها فقال: «مَا كُنْتُ
أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي» ([1]) فهذا هو الشِّفاءُ
والبيانُ والأَمْرُ الواضحُ، والمنارُ المستنيرُ، وقال رَسُولُ الله صلى الله عليه
وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالتَّعَمُّقَ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ، وَعَلَيْكُمْ بِدِينِكُمُ
العَتِيقِ» ([2]).
**********
وعند الفقهاءِ السُّنَّةُ: المستحبُّ الذي يُثاب فاعلُه ولا يعاقبُ تاركُه.
قولُه: «والجماعةُ: ما اجتمع عليه
أَصْحابُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم في خلافة أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ
وعُثْمَانَ» الجماعةُ في الدِّين: ما اجتمع عليه أَهْلُ الحقِّ.
وأَوَّلُ الجماعةِ، ومقدِّمُ الجماعةِ: صحابةُ رَسُولِ الله صلى الله عليه
وسلم، الذين هُمْ أَفْضلُ القرون، ما اجتمع عليه صحابةُ رَسُولِ الله صلى الله
عليه وسلم فهو الجماعةُ، ومن بعدهم من كان على الحقِّ فهو الجماعةُ، فالذي على
الحقِّ يُسمَّى جماعةً ولو كان واحدًا، ولو كان النَّاسُ كلُّهم على خِلافِه، ليس
المرادُ بالجماعةِ الكثرةُ، المراد بالجماعة من كانوا على الحقِّ، ولو كانوا
طائِفةً يسيرةً.
قولُه: «ومن اقتصر على سُنَّةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أَصْحابُه والجماعةُ فَلَجَ على أَهْلِ البِدَع كلِّها» من ثبت على هذه
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2641)، والمروزي في «السنة» رقم (59)، والطبراني في «الكبير» رقم (62).