أَوْ على قولِ فُلاَنٍ،
أَوْ على نظامِ الحِزْبِ أَوِ الجماعةِ الفلانية، لا تُؤَسِّسَه على ذلك،
أَسِّسْهُ على الكتابِ والسُّنَّةِ ومنهجِ السَّلفِ الصَّالحِ.
قولُه: «ومَن رَدَّ من السُّنَّةِ شيئًا»
مثلاً: المعتزلةُ وعلماءُ الكلام الذين لا يؤمنون بأَحاديث الآحاد يقولون:
لأَنَّها لا تفيد العلم فلا يقبلونها في العقائِد، ويأْتون بقواعد المنطق وعلم
الكلام، يقولون: لأَنَّ المنطقَ وعلمَ الكلام يفيد اليقين، لأَنَّه براهينُ
عقليَّةٌ، وأَمَّا كلامُ الرَّسُول إِذا كان خبرَ آحادٍ فإِنَّه لا يفيد اليقينَ،
والحديثُ لا يفيد اليقينَ عندهم ولو كان في الصَّحيحين، هذا ضلالٌ والعياذُ بالله،
ما صحَّ عن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فإِنَّه يفيد العلمَ، ويفيد اليقينَ؛
لأَنَّه كلامٌ من لا﴿وَمَا يَنطِقُ
عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤﴾ [النجم: 3- 4]
فهؤُلاءِ كذَّبوا ببعض الوَحْيِ حيث رَدُّوا أَحاديثَ الآحادِ في العقائِدِ ولم
يقبلوها، ورَدُّوا شيئًا من الوَحْيِ المُنزَّلِ، فهذه طريقةٌ ضالةٌ والعياذُ
بالله.
قولُه: «فقد رَدَّ السُّنَّةَ كلَّها»
ولا ينفعه ما قَبِلَ منها، حتى يَقْبَلَها كلَّها.
قولُه: «فعليكَ بالقبول، ودَعْ عنك
المماحلةَ واللَّجاجةَ» المماحلةُ: المجادلةُ، واللَّجاجةُ: الجِدالُ الذي لا طائِلةَ
تحتَه، ورفعُ الصَّوت من أَجْلِ أَنْ تنتصرَ على خَصْمِكَ، هذا لا يفيدك شيئًا.
قولُه: «فإِنَّه ليس من دِيْنِ الله في
شيءٍ» الجدالُ بالباطل ليس من دِيْنِ الله، قال تعالى ﴿مَا
يُجَٰدِلُ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ [غافر: 4]،
الصفحة 7 / 199