×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قال المُؤَلِّفُ رحمه الله: وعليكَ بالآثارِ وأَهْلِ الآثارِ، وإِيَّاهُمْ فاسْأَلْ، ومعهم فاجْلِسْ، ومنهم فاقْتَبِسْ. 

قال المُؤَلِّفُ رحمه الله: واعلمْ أَنَّه ما عُبِدَ اللهُ بشيءٍ مثلِ الخوفِ من الله سبحانه، وطريقُ الخوفِ والحُزْنِ والشَّفقاتِ والحياءِ من اللهِ تبارك وتعالى. 

**********

قولُه: «وعليكَ بالآثار» أَيِ: الأَحاديث «وأَهْلِ الآثار»، ومعنى «عليك»: الْزَمْ؛ كما في قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡۖ [المائدة: 105]، أَيْ: الْزَمُوها.

قولُه: «وإِيَّاهُمْ فاسْأَلْ» قال تعالى: ﴿فَسۡ‍َٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ [النحل: 43]، يعني: أَهْلَ العلم من أَهْلِ الكتابِ المستقيمين، وأَهْلُ العلم من هذه الأُمَّة، هُمْ الذين يُسْأَلُونَ.

قولُه: «ومعهم فاجْلِسْ، ومنهم فَاقْتَبِسْ» قال اللهُ جل وعلا: ﴿وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ [الأنعام: 68]، وقال - سبحانه -: ﴿وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ يُكۡفَرُ بِهَا وَيُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُواْ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦٓ إِنَّكُمۡ إِذٗا مِّثۡلُهُمۡۗ [النساء: 140]، إِذا جالستموهم إِنَّكم إِذًا مثلُهم، فَلْيَحْذَرِ الإِنْسانُ من مجالسةِ أَهْلِ الشَّرِّ وعلماءِ الضَّلال، وليُلازِمْ مجالسةَ أَهْلِ العلم، أَهْلِ العقيدةِ الصَّحيحةِ، وأَهْلِ المنهجِ السَّليمِ، يجالسهم ويستفيد منهم.

قولُه: «واعْلمْ أَنَّه ما عُبِدَ اللهُ بشيءٍ مثلِ الخوفِ من الله سبحانه» العبادةُ تتركَّز على ثلاثةِ أَشْياءَ؛ الخوفٌ، والرَّجاءُ، والمحبَّةُ؛ فعبادةُ اللهِ جل وعلا لا تكون عبادةً إِلاَّ إِذا توفَّرت فيها هذه الأُمورُ:


الشرح