قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: من صلَّى خلفَ إِمَامٍ فلم يَقْتَدِ به فلا صلاةَ له.
والأَمْرُ
بالمعروف والنَّهْيُ عن المنكر باليَدِ واللِّسانِ والقلبِ بلا سيفٍ.
**********
قولُه: «ومن صلَّى خلفَ إِمامٍ فلم
يَقْتَدِ به فلا صلاةَ له»؛ لأَنَّ هذا مخالفٌ لقول الرَّسُول صلى الله عليه
وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ
بِهِ» ([1])، والآن أَهْلُ
الضَّلال والتَّكْفيريُّون لا يُصلُّون مع المسلمين، وإِنْ صلُّوا فهم نَاوُوْنَ
الانفرادَ، هذه من البِدَع المُحدثةِ، فأَنْتَ تُصلِّي مع المسلمين، وتحسن
الظَّنَّ بالمسلمين، فلا تسئُ الظَّنَّ بأَئِمَّةِ المساجد.
قولُه: «والأَمْرُ بالمعروف والنَّهْيُ عن المنكر باليَدِ واللِّسانِ والقلبِ بلا سيفٍ» سبق بيانُ وجوبِ الأَمْرِ بالمعروف والنَّهْيِ عن المنكر وأَنَّه على حسب الاستطاعة، لكنَّ قولَه: «بلا سيف» يعني: لا يجوز حملُ السَّيف على السُّلْطان ويقال: هذا من الأَمْرِ بالمعروفِ والنَّهْيِ عن المنكر! هذا مذهبُ الخوارج والمعتزلة يخرجون على السُّلْطان، ويقولون: إِنَّ السُّلْطانَ فاسقٌ، وهذا من إِنْكارِ المنكر! وهذا هو المنكرُ نفسُه، لأَنَّ الخروجَ على وَلِيِّ الأَمْرِ هو المنكرُ نفسُه، لأَنَّه معصيةٌ للرَّسُول، ولمَا يترتَّب عليه من الضَّررِ العظيمِ مِن سَفْكِ الدِّماءِ، واختلالِ الأَمْنِ، وتفرُّقِ الكلمة، مفاسدُ عظيمةٌ، أَشدُّ من الصبر على معصيَّته ومخالفتِه؛ لأَنَّ معصيَّتَه ومخالفتَه ضَرَرَهُ عليه فقطْ،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (371) ومسلم رقم (411).
الصفحة 4 / 199